الحقيقة “المُرّة” مع قرب نهاية حرب غزة

إسرائيل-أسقطت-ما-يعادل-قنبلتين-نوويتين-على-غزة

الغالبية الكبرى من شعوب العالمين العربي والاسلامي وقسم كبير من شعوب العالم الغربي الأميركي الاوروبي الاوسترالي وحتى في الدول الافريقية والاسيوي كانت تتمنى الانصاف والعدالة والنصر للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين في نزاعاتهم ومواجهاتهم مع الدولة الاسرائيلية وطبعا لن تكون آخر هذه النزاعات والمواجهات ما جرى ويجري في غزة.

طبعا لن يشذ الشعب اللبناني بكافة طوائفه وأطيافه عن هذا التمني وهو الذي دفع الغالي والنفيس في سبيل القضية الفلسطينية وما زال ولو افترى المفترون وخوّن المخوِّنون واتهم المتهمون ولو تطاول المتطاولون.

كل ما ورد أعلاها لا يعفينا ولا يجنّبنا مقاربة التطورات والمستجدات في غزة وما لحقها من تداعيات على المنطقة بعين فاحصة ممحصة لحقيقة المحصلة غير النهائية للحرب الكبيرة الواقعة في غزة وللحروب الصغيرة المساندة في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن.

صحيح ان عملية طوفان الأقصى اعتبرها المنفذون لها مدماكا تأسيسيا لازالة اسرائيل من الوجود ووقف الاستيطان واغتصاب الاراضي والحقوق ووقف التعديات وتبييض السجون من آلاف الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب وكان قد قُدّر لجبهات المساندة حسب المنفّذين ان تكون نقاط انطلاق ل”طوفانات” أخرى تُستكمل وتتكامل مع ما بدأ في السابع من تشرين الأول 2023.

اليوم وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على عملية طوفان الأقصى وعلى الحملة التي شنتها اسرائيل تحت تسمية “السيوف الحديدية” لا بد من القاء نظرة غير سريعة على ما حصل مع الفلسطينين وهذا ما يهّمنا وما حصّلوا جرّاء العملية وما تلاها من حرب وما كانت الحصيلة وهل ان العملية او الحرب كانتا مستحقتان للثمن الذي دُفع.

اليوم وبعد مرور أكثر من اربعة اشهر على عملية الطوفان يجري الحديث والتحذير والتخويف على الساحة الغزاوية-الفلسطينية من اسقاط آخر نقطة من القطاع ألا وهو مدينة رفح بعد ان توغل الجيش الاسرائيل في قلب القطاع شمال وجنوبا شرقا وغربا علما ان قيادات حماس قبل غزو غزّة كانت من المرحبين والمهللين والمشجعين على الحرب البرّية وجاراها في التشجيع محور الممانعة المساند في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن وهؤلاء الأخيرون توعّدوا ووعدوا بتوسيع المواجهات وصولا الى الحرب الشاملة في حال خطا الجيش الاسرائيلي خطوة واحدة برّية.

اليوم وبعد مرور أكثر من اربعة أشهر على العملية يلاحظ الفاحص الماحص انخفاض عدد الصواريخ المنطلقة من غزة الى العمق الاسرائيلي او غلاف غزة كما يلاحظ المدقق ان أقصى ما يعد به الطرف الحمساوي ويطمح له نتيجة لعملية طوفان الأقصى وما تلاها هو وقف العدوان ووقف اطلاق النار وهذا المطلبان ما زالا مرفوضين اسرائيليا حتى كتابة هذه السطور على الرغم من عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين بين قتيل وجريح ومليارات الدولارات من الخسائر التي تكبدتها غزة والغزاويّون الفلسطينيون.

اليوم وبعد مرور أكثر من اربعة اشهر على اشعال جبهات المساندة تخفيفا لمعاناة غزة ودعما للجبهة ومساعدة على النصر عبر الاشغال وتعبيدا لطريق القدس ها ان الجبهات المسانِدة في العراق واليمن وسوريا تستنجد وتستجدي المساندة بعد الضربات الاميركية والبريطانية وغزة تنتظر نصرة وانتصار دون جدوى…اما على الجبهة الجنوبية الأكثر اشتعالا وبعد ان تغنى وتباهى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأول في 3 تشرين الثاني 2023 والخطابات التي تلت عن ان “اشعال الجبهة الجنوبية أجبرت الجيش الاسرائيلي على سحب ثلث قواه الى الشمال وذلك خفف عن غزة و”منع الغزو البري لها” نرى اجتياحا تاما مُتَمّما لغزة وتدميرا كاملا لها حتى باتت الخشية الحقيقية اليوم ان تتفرغ الآلة العسكرية الاسرائيلية لجبهتها الشمالية اي جبهتنا الجنوبية لتعيث فيها قتلا وتدميرا وربما اجتياحا ،وهذا ما ترجم على أرض الواقع بنقل الفرقة 98 المدرعة المقاتلة، مترافقة مع استمرار سقوط القتلى والجرحى والتدمير على ارض الجنوب مع تخطي فاضح وواضح للقواعد والخطوط الحمر في استهداف العمق اللبناني وصولا الى ضاحية بيروت الجنوبية وليصبح اشعال جبهة الجنوب وسقوط “الشهداء” على طريق الحرب الشاملة على لبنان دعما ل”الجيوب” المتبقية في قطاع غزة

يترافق كل هذا مع مساعي سياسية وحركة وفود دبلوماسية ضاغطة على لبنان الرسمي وغير الرسمي بضرورة تنفيذ القرار 1701 من جانبه مع ما يعنيه بالنسبة لسلاح حزب الله وانتشاره في الجنوب اللبناني

ان ميزان “الجوهرجي” في المحصلة غير النهائية بعد لما جرى ويجري في غزة والجنوب اللبناني وصنعاء وبغداد ودمشق وما يجري في تل ابيب وعلى رغم كل ما قيل ويقال لن يؤشر الا على أثمان باهظة دفعتها وتدفعها وستدفعها شعوب الانظمة والفصائل الممانعة والتي ما انفكت يوما على تصوير ما يحصل من خسائر وتضحيات أضاحي على انها أثمانا مستحقة وقد تستطيع تصوير ما ستقدم عليه وتقدّمه الأنظمة والفصائل من تنازلات على انها انجازات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: