هل تنفجر العلاقات اللبنانية ـ الخليجية؟
✒️كتب وجدي العريضي
تتّجه العلاقة بين لبنان والخليج إلى الإنفجار المحتوم، في ظل التدهور الذي يسيطر على هذه العلاقات التاريخية، وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية، وما زاد الطين بلّة إدانة وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة اغتيال العالم الإيراني فخري زادة، في حين “بلعت” الخارجية ومعها العهد والحكومة، ومرجعيات وزعامات، ما يجري من اعتداءات حوثية تطاول منشآت حيوية وسكنية في السعودية، وعلم موقع lebtalks أن هذه “الزحطة” الجديدة للسلطة اللبنانية كان لها أثرها السلبي، بحيث ضجّ الإعلام الخليجي بما آلت إليه الأوضاع في لبنان من انصياع للرغبات الإيرانية، وما يمليه “حزب الله” على سائر مؤسّسات الدولة الرسمية، مما يؤزّم الأمور على مستوى هذه العلاقة معطوفة على ما قامت به بعض وسائل الإعلام الخاضعة ل”حزب الله” من تناول القيادة السعودية، وهذا ما دفع وفق معلومات وثيقة إلى المساءلة من قبل عدد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية حيال هذه الأوضاع التي تشكّل إساءة للعلاقات اللبنانية ـ السعودية، وتحمل أيضاً انتهاكاً للدستور، و”قلّة وفاء” من الدولة اللبنانية تجاه المملكة التي لها باع طويل في دعم ومساعدة ومساندة لبنان في مفاصل استثنائية.
من هذا المنطلق، علم أن الدعم العربي، ولا سيما الخليجي خلال المؤتمر الدولي لدعم لبنان، والذي انعقد في باريس، اقتصر على مساعدات إنسانية، بحيث ستقوم سفارات هذه الدول بتوزيع المساعدات، وبإشراف من سفاراتها، وبالتعاون مع المؤسّسات الإنسانية الدولية أكان الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر والجمعيات المعروفة بشفافيتها وتاريخها، دون أن يكون هناك أي مساعدة عبر الدولة ووزاراتها، وهذا ما سبق أن حصل عندما أشرف السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على توزيع المساعدات بعد انفجار المرفأ.
ويبقى، أن استنكار الخارجية لمقتل العالم الإيراني والصمت المريب حيال الإعتداءات التي طاولت بعض مدن المملكة، وصولاً إلى مواقف كبار المسؤولين السعوديين المندّدة بدور “حزب الله” وسلاحه، فذلك قد يؤدي لاحقاً إلى انفجار شامل على مستوى العلاقة اللبنانية ـ الخليجية، بعدما سجّلت الأسابيع الماضية، وفق خبراء إقتصاديين بارزين، انخفاضاً بارزاً في الميزان التجاري بين لبنان والسعودية، وعلى صعيد دول الخليج بشكل عام، في حين أن توقف إعطاء التأشيرات للبنانيين من معظم هذه الدول الخليجية، هو عامل سلبي إضافي نتيجة تراكم ا”الفولات” والإرتكابات التي انتهجتها السلطة والحكومة اللبنانية.