عرض الخبير الدولي في مجال الطاقة الإقليمية رودي بارودي في لقاء مع أساتذة وطلاب جامعة سيدة اللويزة، المنظور الفريد حول اتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وحضر اللقاء، رئيس جامعة سيدة اللوبزة الأب بشارة خوري، وعدد من الأساتذة والطلاب من جميع كليات الجامعة، وممثلون عن جامعات أخرى، والعديد من المهتمين والاعلاميين . وقد استهل الخبير الدولي بارودي اللقاء، بعبارة " هذا ما نحتاجه، ونحتاجه الان" ، مقدماً تحليلاً شاملاً لإنجاز ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، عبر دبلوماسية "إبداعية" استخدمت للتوصل إلى الاتفاق، وركز على آثارها المحتملة على لبنان، مستنداً إلى رسم خرائط حصرية للمنطقة البحرية المعنية و نقاط البداية والنهاية الدقيقة للحدود المتفق عليها في البحر.تناول عرض بارودي، التداعيات المفترض أن يشهدها لبنان بعد التوقيع على الإتفاق وأهمها: ماذا ستكون الآثار الحقيقية لهذا الإتفاق؟ هل حصل لبنان على صفقة عادلة ؟ ماذا يعني الإتفاق بالنسبة لآفاق البلاد كمنتج للهيدروكربون ؟ ماذا سيقدم للمواطن اللبناني العادي ؟
كذلك تناول الخبير بارودي، التداعيات المحتملة للإتفاق على مجموعة متنوعة من الجبهات، بما في ذلك أمن الطاقة والنمو الإقتصادي والأمن القومي، فضلاً عن التنمية البشرية والإجتماعية. واستند إلى خرائط دقيقة، والتي تسترشد بكل من المعايير العلمية الصارمة والتفسيرات المنطقية للقانون الدولي، وشرح في العرض التنفيذي كيف كانت الوساطة الأمريكية حاسمة في التوصل الى معاهدة فعلية فريدة من نوعها تتجاوز عقبات كبيرة وتمنح العديد من المزايا الحيوية للبنان. على سبيل المثال، أن الإتفاق لا يتطلب تصديقا برلمانياً، وأن التفاعلات اللازمة في المستقبل ستتولاها شركة مرخص لها بالعمل في المنطقة الإقتصادية الخالصة في لبنان.ومن بين الفوائد الأخرى للنشاط الدبلوماسي الاميركي التغلب على عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين،إضافة إلى تخفيف الخلافات السياسية المحلية في البلدين والتي ربما تكون قد أخرت تنفيذ الصفقة. كما أوضح بارودي، كيف قبل الفريقان حلاً عمليًا لخلافهما المستمر حول النقطة البرية لحدودهما: نظرًا لأن هذه البقعة تُستخدم عادةً كنقطة انطلاق لخط الحدود البحرية، فقد اختار الجانبان بدلاً من ذلك خطًا يبدأ بعيدًا عن الشاطئ.
وتضمن حديث بارودي، لأول مرة في منتدى عام، الموقع الدقيق لنقطة البداية تلك والمهمة في عمليات الترسيم. يشار إلى أن بارودي، الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة Energy and Environment Holding، وهي شركة إستشارية مستقلة مقرها الدوحة، قدم المشورة لشركات نفط كبرى ، والعديد من الحكومات والوكالات العالمية المعنية بسياسة الطاقة، كما كتب عن المنطقة، بما في ذلك «الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط: الطريق إلى الأمام»، وصدر كتابه عام ،2021 ودعا من خلاله إلى إيجاد نوع من الدبلوماسية الإبداعية للوصول إلى اتفاقية لبنانية إسرائيلية،حيث تلتقي المناطق الإقتصادية الخالصة بين لبنان وإسرائيل وقبرص.

