اكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، اليوم الخميس، أن “لبنان في دائرة الاستهداف والعدوان الاسرائيلي المستمر على مدنه وقراه، وإسرائيل تبادر اليوم إلى خلق الأجواء لضرب الضاحية والعدوان عليها، ولذلك يجب أن يكون الضغط على الجيش إلاسرائيلي لكي لا يمارس إرهابه على لبنان وعلى الضاحية الجنوبية، وفي الواقع على سيادة لبنان كل لبنان، والآن اللبنانيون جميعاً يتأثرون بما يجري وليس الضاحية الجنوبية وليس الجنوب، وإن كان العدوان المباشر الآن على جنوب لبنان وعلى الضاحية الجنوبية، والمطلوب منا كلبنانيين أن نتوحد جميعاً لنواجه هذا العدوان الإسرائيلي، وما يحصل في الواقع هو نتيجة العدوان الإسرائيلي”.
واشار الى أن “الاستعدادات الإسرائيلية والمناورات التي كانت تحصل قبل طوفان الأقصى لضرب حزب الله ومعاقبة لبنان، إذ كانت إسرائيل تتجهز لمعركة ضرب لبنان قبل أن يسبقه طوفان الأقصى، حتى التصريحات الإسرائيلية كانت أنه حينما سينتهي من غزة ستكون وجهته إلى لبنان، وحتى وإن لم يصرحوا بذلك فجميع اللبنانيين يعرفون والرأي العام العالمي يعرف أن الإسرائيلي يريد الإنتقام من المقاومة، لذلك نسأل من يدعم إسرائيل ويثير الحرب النفسية اليوم على بيئة المقاومة وعلى لبنان، الذين يدعون مواطنيهم وسفاراتهم الى الخروج من لبنان وهذا أمر مؤسف، نحن لا نريد لأي سفارة أن تخرج من لبنان، وأنتم تعرفون أن السفارات الأجنبية والمواطنين الأجانب لن يكونوا في معرض العدوان الإسرائيلي، لذلك فهذه الدعوة إلى خروج المواطنين الأجانب من لبنان هي في الواقع ممارسة حرب نفسية على اللبنانيين وعلى الدولة اللبنانية، إذاً الحزب هو في مقام الدفاع وليست في مقام الهجوم، والعدو الصهيوني هو الذي يمارس الإرهاب ويمارس القتل و العدوان”.
وقال: “اذا لم يبادر الحزب إلى الرد على العدوان هل سينتهي العدوان الإسرائيلي و هل سيكون لبنان في مأمن منه ؟ انا اؤكد ان الإسرائيلي لن يرتدع، فإذا كانت إسرائيل تمارس القتل وتمارس العدوان والإرهاب ما هو المفروض على الجانب المعتدى عليه؟ المفروض أن يدافع عن نفسه، و نحن على كل حال ندافع عن أنفسنا ولسنا ساعين لا إلى الحرب ولا إلى القتال مع إسرائيل، كان الجو هادئاً وكان الإسرائيلي هو الذي يمارس اعتداءاته ويخرق 1701، والآن أصبح الكثيرون يتمسكون بالقرار1701 ويطالبون به ولكن حينما كان الخرق الإسرائيلي للقرار 1701 لم نسمع صوتاً، نحن الذين نطالب بتطبيق القرار 1701 من الطرفين، أما الطلب من الجهة المعتدى عليها وهي لبنان بأن يطبق القرار 1701 فيما الإسرائيلي يخرق هذا القرار ويمارس عدوانه على لبنان فهذا غير منطقي، إذا كان هناك من عدوان إسرائيلي ليس أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسنا”.
وقال: “كنا نطالب دائماً ولا نزال نطالب بوحدة الموقف اللبناني، لأنه سيجعل إسرائيل تحسب ألف حساب للعدوان على لبنان، الإنقسام الداخلي اللبناني يضعف الموقف اللبناني أمامه، لذلك المطلوب اليوم في هذا الظرف الصعب وعادةً في أي وطن في أي بلد أي شعب حين يتعرض للعدوان الخارجي يتوحّد داخلياً، فلنأخذ الدرس من العدو الإسرائيلي حيث يوجد إنقسامات في صفوفه، بين السياسيين والأمنيين وبين ما يسمى بالشعب الإسرائيلي وبين حكومته هناك شروخ داخلية كثيرة، لكن في موضوع العدوان على غزة وفي موضوع العدوان على لبنان هم مجتمعون، إذا فالأحرى بنا نحن اللبنايين الذين نتعرض للعدوان أن نتوحد داخلياً في وجه العدوان الخارجي ولا يجوز أن يحسب كل طرف حساباته الفئوية والطائفية في هذا الظرف لأن الوطن هو في خطر وإذا انهار السقف سينهار على الجميع، لذلك المطلوب من اللبنانيين ومن بعض القوى السياسية اللبنانية التعقّل وعدم إثارة الإنقسام الداخلي أكثر فأكثر وأن تتوحّد داخلياً لمواجهة هذا العدوان وآثاره. وإذا كان السياسيون منقسمين فينبغي على المؤسسات الدينية أن تكون موحدة في هذا المجال، لأن المفترض أن المؤسسات الدينية والقيادات الروحية أنها ليس لها مصالح خاصة وأن مصلحتها هي المصلحة الوطنية وحفظ لبنان وحفظ المصالح اللبنانية”.
واكد “أننا في الاجتماع السياسي لسنا طائفة، ولا نؤمن لا بالمذهبية ولا بالطائفية، نحن ندعو إلى دولة المواطنة، نحن شعب واحد مسيحيين ومسلمين، ولا نحل محل الدولة، ولا المقاومة تحل محل الدولة، وأنا قلت أن المقاومة حين حررت الجنوب العام 2000 دعت الدولة الى أن تمارس سلطتها في الجنوب، فالمقاومة لم تمارس سلطة الدولة في الجنوب والآن لا تمارس سلطة الدولة وليست بديلاً عن الدولة لكن الدولة هي غير موجودة، فإذاً المواطنون ماذا يفعلون؟ المقاومة هي نفس المواطنين من أبناء القرى الذين يستشهد بعضهم اليوم دفاعاً عن لبنان وعن سيادته، المشكلة ليست مشكلة شيعية المشكلة مشكلة وطنية، لبنان في خطر وليس الشيعة في خطر وليس المسلمون في خطر، المسيحيون والمسلمون و الوطن كله وشعب لبنان كله هو في خطر”.
وراى ان “غالبية الشعب اللبناني يريد هذه المقاومة لأنه ليس هناك من لبناني يقبل بأن يدنس إسرائيل أرضه أو يقتل أحد من أبناء شعبه، وليس هناك في غالبية اللبنانيين من يقبل منطق التواطئ مع إسرائيل ضد أبناء وطنه. الشعب اللبناني في غالبيته لا يقبل أن تدنس إسرائيل أرض لبنان، اللبنانيون يحبون وطنهم و هم مخلصون لوطنهم وبالتالي على الجميع أن يقف في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يمارس الآن العدوان على لبنان. نحن نريد أن يخرج بعض السياسيين من اصحاب المصالح الضيقة من الزواريب ، ونحن ندعو إلى الخطاب الوطني الجامع، وأن يكون لبنان بلداً موحّداً، وبالتالي أن يقفوا جميعاً في وجه إسرائيل، وهذا المنطق التحريضي على المقاومة يخدم إسرائيل ولا يخدم اللبنانيين ولا أي فئة من الفئات اللبنانية”.