فتح الحراك المتجدد مع اجتماع سفراء “الخماسية” في قصر الصنوبر، الباب أمام مشهد ديبلوماسي جديد وأطلق دينامية جديدة لمقاربة الإستحقاق الرئاسي بعد أكثر من عام على الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية.
وتتزامن هذه “العودة” المتجددة ل”الخماسية”، مع حراك لم ينقطع على مستوى الديبلوماسية القطرية الناشطة في أكثر من ملف لبناني وإقليمي، وذلك مع إقرار المواكبين بأهمية وفاعلية الدور الدبلوماسي العربي والإقليمي والدولي عموماً تجاه الأزمات المتناسلة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وهنا، لا يمكن تغييب قطر عن المشهدين الإقليمي والدولي ودورها المؤثِر وانعكاساته الإيجابية مع دخول الدوحة في عمق القضايا المعقّدة، وعلى المستويات كافة.
هذا الدور المتمايز، سَنداً الى الانسجام الجيد لقطر مع الأهداف والأفكار العامة بينها وبين أعضاء “اللجنة الخُماسية الدولية” المعنية بالملف الرئاسي اللبناني، أظهر قدرة القيادة القطرية على التواصل مع كل الأطراف بمَن فيها “حزب الله”، وبالتالي السعي على إبقاء الجهود في الملف الرئاسي قيد التداول، ما يؤشر الى دور قطري سيكون فاعلاً في تسهيل ولادة الحلول في المنطقة، خصوصاً أن قطر تجيد ترسيخ التوازن بين معسكر السيادة ومحور الممانعة، وهو دور إضطلعت به الدوحة بإقرار أميركي ودعم تركي وتفاهم سعودي- خليجي.
وهو ارتباط وثيق بين الدور القطري في لبنان وحضور الدوحة السياسي والتنموي في ظل الأزمات المتتالية قبل العام 2006 وخلاله وبعده، ما رسّخ عميقاً في وجدان اللبنانيين ومن كل الطوائف والإنتماءات السياسية والحزبية، عبارة “شكراً قطر”، في السنوات الماضية وعلى مستوى يومنا الحاضر وفي القادم من الأيام.