بات جلياً أن الأزمات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة تلاحق لبنان بفعل الخفة وقصر النظر من قبل المسؤولين اللبنانيين وذلك لم يسبق أن حصل في أي عهد أو من خلال الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال فما جرى على خط الحرب الأوكرانية الروسية يؤكد بأن هناك قرار لبناني غير واضح المعالم ومرده دور ونفوذ حزب الله الذي يطغى على قرار السلطة السياسية بكل مؤسساتها ومرافقها وتحديداً الخارجية اللبنانية التي باتت في قبضة حزب الله باعتبار من يكون وزيراً للخارجية منذ أن تسلم الرئيس ميشال عون رئاسة الجمهورية إنما يجب أن يكون من التيار البرتقالي أو حليفاً للعهد وتياره وهذا ما أدى إلى أزمات متلاحقة مع دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية إلى ما حصل على خلفية الموقف اللبناني من الحرب التي تشنها موسكو على كييف. ويبقى أن كل المعطيات والمؤشرات تؤكد بأن لبنان سيدفع أثماناً باهظة بفعل هذه السياسات في ظل أجواء غير سوية أكان مع دول الخليج أو مع عواصم القرار والدول الغربية والعربية نتيجة هذه السياسات والتخبط العشوائي في اتخاذ المواقف والقرارات بينما وعود على بدء فإن حزب الله هو من يدير اللعبة السياسية والدبلوماسية وأن أكثر من مسؤول غربي في لبنان أشار إلى أصدقاء له في بيروت إلى أن لبنان بدأ يفقد آخر حصونه المالية كما فقد مؤسساته المالية والاقتصادية وسواهم الكثير.
