في موازاة عودة العلاقات اللبنانية السعودية الى طبيعتها بعد الفتور الذي اعتراها والدينامية اللافتة للسفير الدكتور وليد البخاري وخصوصاً تدشينه الصندوق السعودي – الفرنسي لدعم لبنان انسانياً، فإن الرياض تسجّل حضوراً عربياً واقليمياً ودولياً، ما يؤكد على دورها المفصلي وذلك ما تبدى من خلال الزيارة البارزة للرئيس التركي الطيب رجا أردوغان، ناهيك الى ما حملته من رسائل ودلالات أعادت هذه العلاقة الى طبيعتها وصولاً الى فرض المملكة أجندتها عبر مواقفها ومسلماتها، على كل من واشنطن وسائر دول عواصم القرار، بحيث تربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الى موسكو والصين وبريطانيا وفرنسا.
في السياق، فإن المواكبين والمتابعين لهذا الدور السعودي الفاعل، يؤكدون بأن له تداعياته الإيجابية على الداخل اللبناني ما تبدى بوضوح من خلال الشراكة الفرنسية السعودية التي أنتجت الصندوق الاستثماري السعودي – الفرنسي لدعم لبنان وإعادة العلاقات على خط بيروت – الرياض والخليج، من هنا هذه الأجواء والمؤشرات وفي ظل لقاءات بغداد الدبلوماسية بين المملكة وايران والدور السعودي الفاعل لوقف حرب اليمن وتثبيت الهدنة ودعم الشعب اليمني وإرساء الوحدة الوطنية في هذا البلد، فكل ذلك له ايجابياته على الصعيد الداخلي اللبناني لأكثر من معطى سياسي داخلي وعربي واقليمي.