بات واضحاً أن " عصابة" التحكم بالعملة الخضراء قررت عن سابق تصور وتصميم حرق الأخضر واليابس ودفع البلد نحو الإرتطام الكبير، إذ يبدو أن الإرتفاع الهستيري للدولار في السوق السوداء هو أمر مخطط له، في المسافة الفاصلة بين إنجاز الإنتخابات النيابية وورشة هندسة البرلمان من الداخل مع انتخاب رئيس له ونائب رئيس وهيئة مكتب.لا أحد يملك جواباً شافياً ومقنعاً حول ما حدث بالأمس عندما لامس الدولار في السوق الموازية سقف ال ٤٠ ألفاً ليعاود الهبوط بشكل دراماتيكي الى ٣١ ألفاً.وزير المالية يوسف خليل وصف حجم الفرق بين سعر الدولار على منصة صيرفة وسعر الصرف في السوق السوداء بالأمر "غير الطبيعي"، لأن عملية الصرف لا يتجاوز حجمها في اليوم الواحد خمسة ملايين دولار، فيما يتعدى حجم التداول على منصة صيرفة، وفي اليوم الواحد أيضاً، عشرات ملايين الدولارات.
إنفلات سعر الدولار بالشكل الذي شهدناه أمس يؤكد المؤكد وهو أن طرفاً ما يحاول توسيع فجوة التداول لترتيب الوقائع اللبنانية المستجدة على إيقاع الدولار، مع تحوير متعمّد لعبارة " هناك داعٍ للهلع".