كرم رئيس الجمهورية جوزاف عون في خلال احتفال أقيم بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا الفنان صلاح تيزاني-أبو سليم وقلده وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف، تقديرا لعطاءاته ولتاريخه الفني الكبير الذي ادخل الفرح والبهجة الى وجوه اللبنانيين وقلوبهم وهو الذي رافقهم لاجيال منذ بداية التلفزيون في الخمسينيات في القرن الماضي من خلال اعمال فنية في الإذاعة والمسرح والتلفزيون.
حضر الاحتفال الى الفنان "أبو سليم" نقيب الممثلين في لبنان السيد نعمة بدوي وعدد من أعضاء مجلس النقابة والفنانين الذين شكروا الرئيس عون على مبادرته.
وبعد تقليده الوسام، قال الرئيس عون: "لقاؤنا اليوم شئته مناسبةٍ مفعمةٍ بالعرفان، لتكريم قامةً لبنانية أصيلة، راسخةً في وجدان اللبنانيين، الفنان الكبير صلاح تيزاني – أبو سليم، الذي لم يكن مجرد ممثلٍ أو مخرجٍ أو نجمٍ من نجوم الزمن الجميل، بل مدرسةً متكاملة في الأخلاق والفن والالتزام، وركنًا من أركان الذاكرة الجماعية اللبنانية."
أضاف: "يا أبا سليم، منذ أن أطللت على الناس من خلال شاشة التلفزيون اللبناني في بداياته، أدخلت إلى كل بيت لبناني ضحكةً دافئةً وبسمةً صافيةً. كنتَ من أوائل من جعلوا الفن الشعبي فناً راقياً، يجمع بين البساطة والعمق، وبين النقد الاجتماعي والدعابة الذكية. كنتَ في زمنٍ كانت فيه الكلمةُ تُقالُ بصدقٍ، والضحكةُ تُطلَقُ من القلب. ومع كل ما قدّمتَه عبر العقود، من مسرحٍ وتلفزيونٍ وإذاعةٍ وسينما، كنتَ دائمًا صوتًا للحبّ والفرح، ووجهًا من وجوه لبنان المشرقة."
وتابع: "إنّ أعمالك التي تربّت عليها أجيالٌ من اللبنانيين، من برنامج "أبو سليم" الشهير إلى عشرات الأعمال الكوميدية والاجتماعية، لم تكن مجرّد ترفيهٍ، بل تربيةً فنيةً وأخلاقيةً وثقافيةً. لقد علّمتنا، من خلال فنك، أن الضحك لا يعني الاستخفاف، وأن الفن الأصيل لا يموت. بقيتَ حارسًا للذاكرة الجميلة، وفي كل محطة من حياتك كنتَ تنحاز إلى البساطة، إلى الناس العاديين، إلى قيم الخير والمحبة."
وختم بالقول: "إننا إذ نكرّمك اليوم، إنما نكرّم من خلالك جيلاً من الروّاد الذين أسسوا للإعلام والفن في لبنان، ولك من بينهم من كانوا رفاق دربك وأبناء المدرسة التي اطلقتها، فجعلوا من هذا الوطن منارةً للثقافة في محيطه العربي. وأعلّق على صدرك هذا الوسام تقديراً لعطاءٍ ممتدّ على مدى عقود، ووفاءً لفنانٍ أحبّ لبنان وأحبّه اللبنانيون".
ورد "أبو سليم" بكلمة شاكرا الرئيس عون على مبادرته، وقال: "لا يمكنني الا ان اشكرك فخامتكم، كما اشكركم على زيارتكم لي في المستشفى، وهذا امر لا يقوم به الا الكبار".
أضاف: "فخامة الرئيس سبحان من اعطاكم هيبة وقيمة، وبراءة الأطفال في عينيكم، فأنتم فوق ذلك الرئيس الذي يصل الى قلوب شعبه الذي يحبكم. انتم مخلصون لهذا الوطن، مذ كنتم قائدا للجيش، وفي عهدكم سيعود لبنان الى اجمل مما كان عليه."
وقال: "إنكم تكرمونني للسنوات الـ97 التي امضيتها في خدمة الفن في لبنان. وسيبقى هذا الوسام على صدري لأن اياديكم الطاهرة علقته على صدري، وانا اشكركم جزيل الشكر. ادامكم الله في خدمة هذا البلد."