أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن "شباب لبنان هم من يصنعون مستقبله وينطلقون من مصالح البلد وليس من مصالحهم الشخصية وعلينا أن نثبت للخارج من خلالهم أننا بدأنا مسيرة التطور والتقدم".
وتوجه إلى الشباب قائلا: "أدعوكم كي تضعوا دائما مصلحة لبنان كأولوية في عملكم إلى أي حزب أو تيار انتميتم، كما أدعوكم إلى تسويق ثقافة الوطن والمواطنية في مجتمعكم وعائلاتكم وجامعاتكم، كي تصبح نهجا ووعيا وواقعا معيوشا لجميع اللبنانيين".
ودعا الرئيس عون الى "الخروج من الخلافات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل اليه، فاقتصاد لبنان في الماضي كان من اقوى الاقتصادات في العالم، وكذلك عملته الوطنية، والانحدار الذي وصلنا اليه نحن من يتحمل مسؤوليته، وعلينا أن نأخذ العبر مما حصل كي لا نكرر أخطاء الماضي".
كلام رئيس الجمهورية، جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الأحزاب الشبابية والمنظمات الطلابية في لبنان، حيث اطلع منه على نتائج المؤتمر الوطني لهذه الأحزاب والمنظمات الذي انعقد الشهر الماضي.
في مستهل اللقاء، ألقى رئيس المؤتمر بكر حلاوي، كلمة جاء فيها: "رغبنا في زيارتكم اليوم لنقدم لفخامتكم توصيات مؤتمر الشباب الذي انعقد في مركز تيار المستقبل في 20 أيلول الماضي، بمناسبة انطلاق العام الدراسي الأول في عهدكم، هذا العهد الذي نأمل منه خيرا لشباب البلد".
واوضح ان "توصيات المؤتمر انقسمت الى شقين سياسي وطلابي. ففي الشق السياسي، تبنينا مندرجات خطاب القسم، وخصوصا في المواد المتعلقة بالشباب، وبالسيادة على أرض الوطن. وأكدنا دعمنا لجهودكم في تثبيت حق الدولة في احتكار السلاح وتعزيز قدرات الجيش اللبناني لضبط الحدود، ومنع التهريب، ومكافحة الإرهاب، ومنع الاعتداءات الإسرائيلية. كما أكدنا على ضرورة التطبيق الكامل للقرار 1701، والحوكمة الرشيدة. وتطرقت التوصيات أيضا الى الملف الاقتصادي والمالي، فشددنا فيها على ضرورة تفعيل الجباية والإصلاح الضريبي والجمركي ومكافحة الهدر والاقتصاد غير الشرعي والتهريب. وفي الشق الطلابي، تبنينا أربع توصيات، الأولى متعلقة باعتماد ميثاق للسلوك الانتخابي في الجامعات الخاصة يعزز السلم الأهلي داخل الحرم. والتوصية الثانية متعلقة بالجامعة اللبنانية، حيث طالبنا بإطلاق رزنامة انتخابات طلابية سنوية بإشراف أكاديمي مستقل، وتحسين جودة التعليم فيها. والتوصية الثالثة متعلقة بتحديث السياسات الشبابية، ومنها تفعيل المجلس الوطني للاستخدام في وزارة العمل، ليتمكن الشباب اللبناني من الانخراط في سوق العمل مباشرة بعد تخرجه من الجامعة. اما التوصية الرابعة والأخيرة، فمتعلقة بإدماج الذكاء الاصطناعي في صميم مناهج التعليم الأساسي والمهني والعالي".
من جهته شدد الرئيس عون على ان "انتماء المنظمات الشبابية الى مختلف التوجهات السياسية والحزبية، هو دليل على صحة لبنان وعافيته ونظامه الديموقراطي، وتأكيد على أن حق الاختلاق مقدس، وليس حق الخلاف، الذي يجب أن يكون تحت سقف المصلحة الوطنية العليا"، وقال: "غنى لبنان هو في نظامه الديموقراطي وتنوعه، من دون أن يتحول هذا التنوع إلى عائق لتطور البلاد وتقدمها. يجب أن يكون هذا التنوع قيمة مضافة للبنان".
أضاف: "شددتم على ضرورة اعتماد الحوكمة الرشيدة، وهذا أمر جوهري للبنان، فلا يمكننا أن نتخلف عن ركب الحضارة، ومن لا يواكب التاريخ يصبح على هامش التطور".
وأكد الرئيس عون أن "شباب لبنان هم من يصنعون مستقبله، وينطلقون من مصالح البلد وليس من مصالحهم الشخصية، وعلينا أن نثبت للخارج من خلالكم أننا بدأنا مسيرة التطور والتقدم". وقال: "أدعوكم كي تضعوا دائما مصلحة لبنان كأولوية في عملكم، إلى أي حزب أو تيار انتميتم، كما أدعوكم إلى تسويق ثقافة الوطن والمواطنية في مجتمعكم وعائلاتكم وجامعاتكم، كي تصبح نهجا ووعيا وواقعا معيوشا لجميع اللبنانيين".
ولفت إلى أنه "رغم كل التحديات والظروف، هناك فرص كثيرة متاحة للبنان، وبدأت عجلة النقاش وتغيير الواقع بالتحرك، وما المؤتمرات التي تنعقد على أرضنا، والتحضير الجاري لانعقاد مؤتمر بيروت – 1 سوى دليل على ذلك"، ودعا الى "الخروج من الخلافات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل اليه، فاقتصاد لبنان في الماضي كان من اقوى الاقتصادات في العالم، وكذلك عملته الوطنية، والانحدار الذي وصلنا اليه، نحن من يتحمل مسؤوليته، وعلينا أن نأخذ العبر مما حصل، كي لا نكرر أخطاء الماضي".
وكان قصر بعبدا شهد قبل ظهر اليوم، لقاءات وزارية وسياسية وانمائية ورياضية. وزاريا، استقبل الرئيس عون وزير الصناعة جو عيسى الخوري الذي اطلعه على التحضيرات الجارية لافتتاح معرض الصناعة اللبنانية في 29 تشرين الأول الجاري في الواجهة البحرية لبيروت، والذي يشارك فيه أكثر من 190 عارضا على مساحة تتجاوز عشرة الاف متر مربع، وستكون مساحة كل جناح نحو 4 آلاف متر مربع.
وأوضح الوزير عيسى الخوري انه بحث مع الرئيس عون في "مواضيع تتعلق بعمل الوزارة وشددت على ضرورة حماية الصناعة الوطنية وسلامة الغذاء".
واستقبل الرئيس عون النواب السابقين ايلي ماروني وطوني بو خاطر وعاصم عراجي الذين عرضوا معه للحاجات الملحة لأبناء البقاع، وفي مقدمها "تطبيق برنامج رفع التلوث عن نهر الليطاني ونهر البردوني، واستكمال الأوتوستراد العربي، وانارة طريق ضهر البيدر وترشيش- زحلة، وتشغيل مستشفى برالياس الحكومي وتشجيع السياحة في المنطقة بمختلف وجوهها".
ووعد الرئيس عون النواب السابقين بمتابعة مطالبهم مع الوزارات والإدارات المختصة، مؤكدا اهتمامه بحاجات أبناء البقاع، كما أبناء كل المناطق اللبنانية.
واطلع الرئيس عون من رئيس الهيئة الناظمة لزراعة القنب الطبي والصناعي الدكتور داني فاضل على واقع زراعة القنب في منطقة البقاع، وعلى الترتيبات الجارية لتنظيم عمل الهيئة بعد تعيين رئيسها وأعضائها.
وعرض الدكتور فاضل لأبرز النقاط التي تجعل من عمل الهيئة ناجحا بالتعاون مع الجهات المعنية الممثلة فيها، "لما فيه مصلحة الدولة اللبنانية والمزارعين على حد سواء بهدف الاستفادة من زراعة القنب في المجالين الطبي والصناعي".
واستقبل رئيس الجمهورية وفد الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة برئاسة رئيس الاتحاد وليد القاصوف، الذي قدم للرئيس عون كأس بطولة غرب آسيا للسيدات التي احرزها المنتخب اللبناني في الأردن، وألقى كلمة باسم الوفد قال فيها: "يشرفنا كاتحاد لبناني للكرة الطائرة ان نزوركم في قصر بعبدا مع دعمنا الكامل للمسيرة الوطنية لفخامتكم وتأييد مساعيكم في سبيل احلال السلام والامن والطمأنينة في وطننا الحبيب لبنان".
اضاف: "نزوركم اليوم لإهدائكم كأس بطولة غرب آسيا للسيدات التي احرزها المنتخب منذ عدة ايام في الاردن من دون خسارة اي مباراة، وللمرة الثانية على التوالي، في انجاز جديد لوطن الارز على صعيد رياضة الكرة الطائرة التي تحقق نجاحات عديدة على الصعيد الخارجي. ولقد رفعت سيدات لبنان العلم اللبناني عاليا وعزف النشيد الوطني على منصة التتويج في العاصمة الاردنية عمان في مشهد وطني مؤثر بامتياز. وبإحراز اللقب الاقليمي، تأهلت سيدات لبنان الى بطولة آسيا التي ستقام في شهر حزيران المقبل في الفيليبين آملين تحقيق نتائج جيدة في الاستحقاق القاري".
ولفت القاصوف الى إن اتحاد الكرة الطائرة من الاتحادات الكبيرة والنشيطة في لبنان ونشاطاته تمتد على مساحة الوطن وعلى مدار ايام السنة.
وهنأ الرئيس عون منتخب السيدات على فوزه ببطولة غرب آسيا للسيدات، متمنيا له الفوز ببطولتي آسيا والعالم للكرة الطائرة، وقال: "نحن نفتخر بكن، وقد حقق لبنان انجازات كثيرة على الصعيد الرياضي، ما يعكس رسالته وصورته الجميلة التي تنقلونها الى الخارج. فلبنان ليس بلد الفساد والحرب، بل هو بلد الانجازات والارادة الصلبة والاصرار على تخطي كل التحديات والظروف الصعبة".
ولفت الرئيس عون الى ان "البطولات التي يحققها الرياضيون اللبنانيون، لا سيما الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة، تزيدنه فخرا وتعطيه املا بأن "هناك ضوءا في آخر النفق وهذا الضوء يجسده جيل الشابات والشباب الذي يحمل لبنان ولواءه واسمه عاليا".