الرئيس عون من المنامة: لبنان بحاجة لاستثمارات تُبنى على الثقة المتبادلة

aoun3

أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون ان لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها.

وشدد على ان لبنان يرى في البحرين "شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، على المستوى الحكومي والقطاع الخاص".

مواقف الرئيس عون جاءت خلال زيارة قام بها الى مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، في اليوم الثاني من زيارته الى المملكة تلبية لدعوة من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وكان رئيس الجمهورية وصل الى مقر المجلس عند الساعة العاشرة قبل ظهر اليوم الأربعاء، حيث كان في استقباله وزير المالية الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير شؤون مجلس الوزراء حمد بن فيصل المالكي، وزير التجارة عبد الله بن عادل فخرو، وزيرة التنمية المستدامة نور بنت علي الخليف، مستشار ولي العهد للشؤون السياسية والاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، رئيس غرفة التجارة والصناعة سمير بن عبد الله ناس، محافظ مصرف البحرين خالد حميدان، وعضو مجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي. كما حضر ايضاً أعضاء الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في البحرين السفيرة ميرنا الخولي، والمستشارون: العميد اندريه رحال، جان عزيز، روعة حاراتي، نجاة شرف الدين، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

وألقى الرئيس عون كلمة لفت فيها الى ان زيارته إلى البحرين تحمل طابعاً خاصاً، فهي ليست زيارة بروتوكولية فقط، "بل تعبير صادق عن رغبتنا في بناء شراكات فعلية مع دول المنطقة، وفي مقدمتها البحرين الشقيقة، في ظل التحولات المتسارعة والتحديات الاقتصادية التي نشهدها جميعًا. وآمل ان تكون الزيارة بداية لمسار من التعاون التقني والاقتصادي بيننا، يترجم في مشاريع مشتركة واستثمارات متبادلة وفرص تنموية حقيقية."

أضاف: "ان ما نحتاجه اليوم ليس مجرد دعم، بل شراكات استثمارية مبنية على الثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافي لبنان واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها. نتابع باهتمام تجربة البحرين الملهمة في تنويع الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز بيئة الابتكار. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أحيي التحركات البحرينية الاخيرة على الساحة الدولية، والتي تؤكد أن البحرين لاعب اقتصادي طموح وفعّال على مستوى العالم. أغتنم هذه الفرصة لاتوجه بالشكر إلى مملكة البحرين، ملكاً وحكومة وشعباً، على ما تُظهرونه دوماً من محبة ودعم للبنان، وعلى احتضان الجالية اللبنانية التي لطالما شعرت بأنها بين أهلها في هذه الارض الطّيبة."

وتحدث وزير المالية البحريني شارحاً المراحل التي قطعها القطاع الاقتصادي، والخطوات التي اتخذتها الحكومة لتأمين النمو والتهيئة للاستثمار وبناء المشاريع وتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي وتنمية القطاعات، وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، والتركيز على ان مملكة البحرين باتت مركزاً للخدمات للامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما لفت الى تحسن نسبة النمو الإجمالي (2،6 في المئة عام 2024) إضافة الى نمو كبير في قطاع النفط.

وكانت كلمة للوزيرة نور الخليف أعربت فيها عن الحرص على التواصل الدائم مع لبنان، وتطرقت الى مشاريع الاستثمارات في البحرين، والسعي الى تعزيز برامج التمكين التي تعتبر من اهم برامج الدعم لتمكين البحرينيين ودعم اجورهم. وتحدثت عن أهمية الإقامة الذهبية التي توفرها المملكة وفائدتها على النمو الاقتصادي، ومنافعها التي تسمح لحاملها الدخول الى كل دول مجلس التعاون الخليجي.

ثم دار حوار تم فيه الاستيضاح عن التجارب البحرينية في قطاع الطاقة والاستثمارات، ودور القطاع الخاص وتعاونه في تحقيق عدة مشاريع استثمارية اساسية في المملكة، اضافة الى كيفية توسيع قاعدة الموردين، وهي كلها امور تنعكس ايجاباً على وضع المواطنين البحرينيين، وتساهم في تعزيز ظروف الحياة والتخفيف من المشاكل اليومية التي يمكن ان تعترضهم.

وبعد انتهاء الكلمات، توجه رئيس الجمهورية بالشكر للحاضرين "على العروض القّيمة التي استمعنا إليها اليوم، والتي تعكس رؤية البحرين الطموحة وإرادتها الفعلية في بناء اقتصاد متنّوع وحديث. ما طرح خلال هذا اللقاء يعزز قناعتي بأن مجالات التعاون بين لبنان والبحرين أوسع بكثير مما نتصور، بدءاً من التجارة والاستثمار، وصولاً إلى الاقتصاد الرقمي والحوكمة. أرى في هذه التجربة نموذجاً مهما نستطيع الاستفادة منه في لبنان، لا سيما ونحن نعمل على بلورة رؤية وطنية للتعافي والازدهار الاقتصادي. لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة. ونرى في البحرين شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، على المستوى الحكومي والقطاع الخاص. أشكركم على هذا اللقاء البّناء، وآمل أن تكون هذه الزيارة بداية لمسار حقيقي من التعاون المؤسسي والاقتصادي بين بلدينا وشعبينا، خصوصاً وان العلاقة بين بلدينا تاريخية ومتجذرة."

ثم انتقل الرئيس عون برفقة وزير المالية البحريني والحاضرين، الى قاعة كبيرة يعرض فيها مجسم للمشاريع الكبيرة التي تشهدها مناطق عدة في البحرين، وتولى الوزير البحريني تقديم شروحات عن هذه المشاريع واهميتها.

بعدها، غادر رئيس الجمهورية والوفد المرافق الى قصر القضيبية للقاء العاهل البحريني.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: