يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي إعلاء الصوت في كل مواقفه وعظاته، لطرح ازمات لبنان والمطالبة بإيجاد حلول لها، من قبل اهل السلطة والمعنيين، ويوجّه إنتقاداته للصامتين عن قول الحق، وعدم قيامهم بأي خطوة لإنقاذ لبنان قبل فوات الاوان. ويضع في سلّم اولوياته الملف الرئاسي، وقضية النازحين السوريين الذين باتوا اكثر من نصف سكان لبنان، ووجودهم أنتج تركة ثقيلة عليه، مع تداعيات كبيرة في ظل انهياراته في مختلف القطاعات، فيما يستمر صمت المسؤولين وعدم حراكهم الفعلي من اجل حل هذه القضية، التي تركت أثاراً سلبية وجعلت لبنان واللبنانيين يدفعون كالعادة الاثمان الباهظة.من هذا المنطلق يستعد البطريرك الراعي لزيارة الفاتيكان قريباً، لطلب المساعدة في ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم، الامر الذي يعطي دعماً للبنان ضد قرار البرلمان الاوربي، الذي دعا الى بقاء النازحين في لبنان، ودمجهم في المجتمع اللبناني، وهذا ما اطلق الهواجس والمخاوف لدى سيّد بكركي من توطين للسوريين بات مرتقباً، كما توالت المواقف المندّدة بذلك خصوصاً من قيادات المعارضة، لانّ تداعيات هذا الملف شكّلت قنبلة سياسية اخافت اللبنانيين من توطين جديد على ارض لبنان، مماثل لتوطين الفلسطينيين قبل عقود، خصوصاً مع ظهور مؤشرات كثيرة تدل على نيّات دولية لهذا التوطين، ما يطرح اسئلة حول سبب وضع لبنان ضمن أزمة جديدة تضاف الى مصاعبه ، فلماذا سيتحمّل كل هذا العبء؟، في حين هنالك دول عربية كبرى يمكنها استيعاب اعداد النازحين . والمطلوب إطلاق صرخة موحّدة لبنانية سياسية وشعبية رافضة لقرار البرلمان الاوروبي، تحت عنوان” لا لحل على حساب لبنان”، لانّ اللبنانيين ما زالوا يعانون أثقال النزوح ولجوء الآخرين الى بلدهم، فيما يتحملّون التداعيات السلبية وآثارها التي تنتج كالعادة عن السياسة الخاطئة لبعض المسؤولين ، مع التأكيد بأنّ القرار يتعارض مع الدستور والقوانين اللبنانية والدولية.
