الراعي امام مهمة محدّدة: " لا للفراغ... نعم لرئيس جديد منقذ "

VATICAN CITY, VATICAN - NOVEMBER 25:  Newly appointed cardinal Bechara Boutros Rai, patriarch of Antiochia, attends a mass held by Pope Benedict XVI at the St. Peter's Basilica on November 25, 2012 in Vatican City, Vatican. The Pontiff installed six new cardinals during his fifth concistory, who will be responsible for choosing his sucessor.  (Photo by Franco Origlia/Getty Images)

مع غياب اهل السلطة والسياسيين عن لعب دورهم في إنقاذ الوضع المأساوي، وإعطاء الحلول للازمات والانهيارات التي تتوالى على لبنان واللبنانيين، ما زال البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط الانقاذ حاملاً صولجانه، ومستعيناً بالعبارة الشهيرة " مجد لبنان اُعطي لبكركي"، التي اعطت الصرح البطريركي وساكنيه، حق إتخاذ القرار في كل الامور المصيرية، التي من شأنها المحافظة على لبنان ككيان ووجود، فبرزت هذه العبارة في العام 1920، وما زالت سارية المفعول وهي بالتأكيد باقية.
إنطلاقاً من هنا، يردّد البطريرك الراعي مواقفه السيادية، وابرزها الإلتزام بالحياد، كي لا ندفع دائماً الاثمان الباهظة، والسبب الرئيسي لتلك الاثمان هو الانحياز وتعدد الولاءات، وأي مقاربة جديدة لوجودنا اللبناني يجب أن تنطلق من اعتماد الحياد، لنحافظ على وجودنا الموحّد والحر والمستقل.
الراعي كان وما زال يوجّه الرسائل العربية والدولية ، املاً النظر الى قضية لبنان من دون ربطها بأي بلد آخر، وبإلإسهام في إبعاده عن الصراعات الإقليمية، وبدعم مشروع حياده كمدخل لإستعادة استقراره، كي لا يكون كبش محرقة او جائزة ترضية للبعض . ومن هنا يعتبر بأنّ لبنان المنهار يستوجب أن تطرح قضيته في مؤتمر دولي، مهمته توفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني، تمنع التعدّي عليه والمسّ بشرعيّته، وتضع حدّاً لتعدّدية السلاح، وتعالج حالة غياب السلطة الدستورية.
الى ذلك يبرز خوف لدى الراعي اليوم من فراغ رئاسي مرتقب ، وهذا يقرأه سيّد بكركي ويحذّر منه دائماً، لانّ المكتوب يُقرأ من عنوانه ، وبالتالي فكل مواقفه التي صدرت اخيراً تلمّح الى ذلك الفراغ، في انتظار ما ستؤول اليه التطورات الداخلية والإقليمية، وما سينتج عنها من معالم تسوية، وفي انتظار ذلك يجهد البطريرك الراعي للوصول الى خيار رئيس يرضى عنه الجميع، وتأتي جهوده بعد استشعار الكنيسة خطر الوقوع في ذلك الفراغ ، مكرّراً ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل شهرين من انتهاء الولاية، بحسب ما تنص المادة 73 من الدستور، مع مواصفات محدّدة للرئيس المطلوب، ما يجعله اليوم امام مهمة حماية موقع الرئاسة الاولى، وضرورة إيصال رئيس للبنان، مع تطبيق شعار" لا للفراغ… نعم لرئيس جديد منقذ ".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: