الراعي في تخريج طلاب الحكمة: كونوا التغيير وازرعوا الصدق

hekmeraii

إحتفلت جامعة الحكمة بتخريج طلابها لعام 2024-2025، دفعة اليوبيل الـ150 على تأسيس الجامعة، برعاية  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي حضر ضيف شرف، وتم استقباله من قبل وليّ الجامعة رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر ورئيس الجامعة البروفسور جورج نعمة ونوابه، ترحيبًا بمشاركته الجامعة في مناسبة إستثنائية ومميزة تسلط الضوء على عراقتها.

وتوقف البطريرك الراعي في الكلمة التي ألقاها أمام رسالة جامعة الحكمة، مذكرًا بأن رئيس أساقفة بيروت المطران يوسف الدبس أسسها عام 1875 في أعقاب مجازر عام 1860 من أجل وحدة اللبنانيين على العلم والحقيقة والعدالة والمحبة والسلام. وقال: “رسالة الجامعة منذ تأسيسها الإنفتاح على العالمية والتطور وفي كلياتها الثماني: الحقوق، والعلوم اللاهوتية، وإدارة الأعمال والإقتصاد، والشرع الكنسي، والسياحة والعلوم الفندقية، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية، والصحة العامة، والهندسة، تهيئ أجيالا من اللبنانيات واللبنانيين لمواكبة تطورات سوق العمل وترافق الناشطين من أفراد المجتمع في سعيهم للحصول على المعرفة”.

أضاف: “طلاب الجامعة مدعوون ليكونوا عناصر فعالين لإحراز التقدم والإبتكار”.

ثم تناول البطريرك الراعي رؤية الجامعة، لافتًا إلى أنها “تسعى لأن تصبح مركزًا للبحوث الأساسية والتطبيقية التي تلبي احتياجات وتطورات سوق العمل، وتعمل على تحفيز الروح الريادية لدى الشباب، مما يسهّل اندماجهم المهني وتعمل على تعزيز ثقافة الحياة والأسرة كونها جامعة متجذرة في حياة المدينة”.

وأكد البطريرك الماروني أن جامعة الحكمة “لم تكن يومًا مجرد مؤسسة للتعليم، بل كانت على الدوام منبعًا للفكر وتربية للضمير ومنارة للحكمة كمنهج حياة ورسالة مستمرة والتزام إنساني ووطني. وفي هذا اليوم تتجدد رسالتها في الخريجين والخريجات في دفعة 2025، ويستمر عهدها مع الأجيال المتعاقبة”.

وقال: “الإحتفال باليوبيل المئة والخمسين لجامعة الحكمة هو يوم مبارك ويختصر قرنًا ونصفًا من العطاء التربوي والفكري والوطني والكنسي”، موجهًا التحية للأساقفة الذين تعاقبوا على أبرشية بيروت وأولياء الجامعة من المطران المؤسس يوسف الدبس، مرورًا بخلفائه وصولا إلى المطرانين بولس مطر وبولس عبد الساتر. كما توجه بالتحية لرئيس الجامعة البروفسور جورج نعمة على تفانيه في ترسيخ حضور الجامعة كمركز أكاديمي رائد ومكان حيّ للعلم والقيم والمواطنة. وحيّا الهيئتين التعليمية والإدارية وكذلك الأهل والخريجين والخريجات “الذين يقفون على عتبة جديدة في حياتهم والوطن ينتظرهم، والجامعة ترسلهم إلى واحات المجتمع والوطن كإرسال ليتورجي وتقول لهم: “إذهبوا بسلام!”

ورأى البطريرك الماروني أن هذا الإحتفال “يحمل طابعًا ليتورجيًا لأنه احتفال بنعمة المعرفة التي هي من الله، وبنمو المواهب التي هي من الروح القدس، وهذا التخرج هو نوع من “الإرسالية” لأنكم اليوم ترسلون إلى العالم كما كان السيد المسيح يرسل تلامذته بعد إعدادهم ليكونوا نورًا وملحًا في الأرض” .

وقال للمتخرجين: “أنتم بهذا التخرج تدخلون رحاب الوطن، لا كمتفرّجين، بل كفاعلين ومبدعين ومؤمنين بقدرتكم على صنع الفرق. لبنان ينتظركم لتبنوا وتنيروا وتجدّدوا. كونوا سفراء الثقة، وكونوا التغيير الذي ترجونه والإلتزام في الأخلاق المهنية. وازرعوا في الوطن ما تلقيتم من حكمة وصدق وتجرّد ومحبة للحق”.

وختم البطريرك الراعي كلمته بالصلاة من أجل جامعة الحكمة في يوبيلها المئة والخمسين “لكي تبقى منارة الإشعاع وعلامة رجاء وجسرًا بين العلم والإيمان” .

وبعد انتهاء كلمة البطريرك الراعي، سلمه ولي الجامعة المطران عبد الساتر ورئيسها البروفسور جورج نعمة درعًا تذكاريًة كتب عليها “درع اليوبيل الـ 150 يُقدم لصاحب الغبطة البطريرك الراعي”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: