الراعي يحبط السيناريوهات العونية المحتملة

IMG-20220912-WA0001

أكثر من سيناريو سياسي وإجتهاد دستوري يُطبخ في أروقة بعبدا لمواجهة إستحقاق 31 تشرين الاول أي إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حال لم ينتخب رئيس جديد للجمهورية ولم تشكل حكومة كاملة الصلاحيات من جهة ولتأمين وصول "رئيس الظل" طوال سنوات العهد الست الماضية صهر الجنرال ورئيس تياره النائب جبران باسيل.

من بين هذه السيناريوهات والاجتهادات ما يحكى عن التحجّج بوجود حكومة تصريف أعمال وعدمه مشروعيتها لإستلام السلطة من رئيس الجمهورية للإعلان في اللحظات الاخيرة عن بقاء عون في بعبدا رفضاً لتسليم الفراغ أو لتسليم حكومة تصريف الاعمال أو ضرب مصداقية هذه للإعلانات عبر استقالات جماعية لوزراء محسوبين على "التيار الوطني الحر".

الجواب على الرفض العلني الذي اعلنه باسيل لإستلام حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مهام الرئيس وعلى التلميح بـ "مفاجآت" التي تحدث عنها باسيل جاء بشكل واضح من رأس الكنيسة المارونية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن عبر "الجديد" في 11/9/2022 أن "في 31 تشرين تسقط ولاية الرئيس عون بغض النظر عن واقع الحكومة ان كانت حكومة تصريف اعمال". ما يعني سحب فتيل التحجج بشكل الحكومة لرفض تسليم السلطة او عرقلة مهام حكومة تصريف الاعمال بعد ٣١ تشرين.

كما اكمل البطريرك الراعي قاطعاً الطريق على اي مغامرة عونية جديدة على شاكلة 1989-1990 والتمترس بقصر بعبدا بقوله: "أنصحه وأقول له "بلاها"... في ٣١ تشرين الاول تنتهي مهلتك. خدمت الوطن لمدة ست سنوات "دخلت كبير ضهار كبير" (...) شو بدك بخبرية الاجتهادات الدستورية لا نستطيع ان نحتمل الفوضى (تعليقا على سؤال عما يحكى عن اجتهادات دستورية يعمل عليها لسحب تكليف ميقاتي وتسمية عون رئيس حكومة ثاني)".

كذلك، وضع البطريرك حداً ل "طوباوية" إقتراح باسيل إجتماع القادة الموارنة في بكركي للحوار بشأن إختيار رئيس الجمهورية العتيد وما رافقها من حملة عونية شرسة ضد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرفضه الحوارات غير المجدية عبر قول الراعي "لا أفكر بجمع الشخصيات المسيحية في بكركي بل أفضل جمع جميع اللبنانيين".

نظرية الرئيس القوي التي إعتمدها "التيار" عشية إنتخاب عون ويستعملها اليوم لقطع الطريق على سليمان فرنجية رئيس "تيار المردة" الذي لم يحصد إلا مقعدا نيابياً يتيماً لنجله في الانتخابات النيابية الاخيرة، هذه النظرية سقطت بالضربة القاضية عبر قول البطريرك: "ما بحياتي اقتنعت بفكرة الرئيس القوي، وبالنسبة لي كل ماروني لديه المؤهلات يمكن أن يكون رئيس جمهورية "ومني ضد حدا (...) لست مقتنعاً "بالرئيس القوي" ولا "بالرئيس الأقوى في طائفته" وأرفض هذه الفكرة فليس هناك معياراً لهذه القوة في الطائفة وليس فقط المسيحيون هم من انتخبوا النواب المسيحيين".

في المقابل، مارس الراعي الحياد في لعبة الاسماء، مؤكداً انه لن يقع بالفخ الذي نصب لسلفه البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وقال: ""لعبوا اللعبة على البطرك الصفير وحملوه مسؤولية الإنهيار في حال لم يطرح أسماءً للرئاسة فقدم 5 أسماء لم يختاروا أحداً منها".

٣١ تشرين الاول لناظره قريب، واللبنانيون على موعد مع مشهد قاتم وأكثر سوداوية في كافة ابعاده المالية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، ثمة من يصر على "سيناريوهات سمجة" لن تنتج إلا إطالة عمر الأزمة وتشريع الباب أكثر فأكثر على مجهول.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: