مرقص: من هذا الرجاء الجديد نتطلع الى اعلام متجدد

509356140_1052283717000838_270080860065007893_n

شارك وزير الاعلام بول مرقص، في اللقاء الإعلامي الخاص، الذي نظمه اليوم المركز الكاثوليكي للإعلام، لمناسبة “اليوم العالمي الـ 59 لوسائل الإعلام” والسنة اليوبيلية “الرجاء لا يخيب” مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي – بكركي.

وألقى الوزير مرقص كلمة، توجه فيها الى الاعلاميين:

“اسمحوا لي بداية، أن اشكر المجلس الكاثوليكي للإعلام على هذه الدعوة الكريمة، وان أعبر عن امتناني لوجودي في الصرح البطريركي في حضرة “سيدنا الراعي”، في حضرة الرجاء، وفي رحاب الكلمة التي كانت في البدء. 

نلتقي هذا الصباح، في مناسبة تنفتح على بعد ديني، وجودي، انساني، لبناني، وطني، وعلى دعوة الى تأمل عميق مع شركائنا في الوطن في محطات أخرى مقبلة ان شاء الله.
 
ما هو الاعلام الذي نريده للبنان؟ ما هي الرسالة؟ ما هو الرجاء؟ نحتفل باليوم العالمي التاسع والخمسين لوسائل الاعلام في ظل عنوان نابع من روح الايمان المسيحي، ومؤطر بنداء كنسي بليغ: “الرجاء لا يخيب”.

وكيف يخيب الرجاء، وبكركي تاريخيا جعلت منه فعلا ايمانيا خلاصيا، وحولته من قضية لاهوتية الى خيار وطني، على صلابتها تأسس لبنان، وبثباتها اعطيت مجده. هذه شهادة تقال للتاريخ لا للمجاملة. فبعض الحقائق لا تصنف طائفيا او مذهبيا”. 

أضاف مرقص: “بكركي صخرة لبنان، كما بطرس صخرة الكنيسة. بطرس اوكل اليه بناء الايمان، وبكركي اوكل اليها بناء لبنان مع الشركاء في الوطن، وبين الصخرتين أسس الرجاء حيا لا يهزم. على صخرتها اتكأ لبنان حين ترنح. كانت صوته في صمته، ودرعه في حربه. وقفت على قمة السيادة. لم تهادن ولم تساوم على الكيان”.

وتابع: “ما أصدق هذا الرجاء حين يتحول من مفهوم لاهوتي الى موقف وطني، يدونه غسان تويني في “النهار”، لا كافتتاحية، بل كقسم، فيصدح ديكها كل صباح إيذانا بالفجر! وما أبهى هذا الرجاء حين يخطه طلال سلمان في “السفير”، لا كصوت له، بل لمن لا صوت لهم، وما أعظم هذا الرجاء حين يصبح عهدا، كما فعل جبران تويني بقسمه الشهير، وسمير قصير بمقاله الأخير، ومي شدياق بجرحها الناطق، وسواهم كثر. هؤلاء الكبار لم يكتبوا لأنفسهم، بل للبنان، للقيم، للحرية، للعدالة. كتبوا لأنهم آمنوا بان الكلمة تنقذ وطنا”.

واستطرد مرقص: “من هنا، من بيروت، عاصمة الكلمة، قال غسان تويني “لنذهب الى الحرب دفاعا عن السلام”.
من هنا رفع شعاره الخالد “ندافع عن لبنان بالكلمة لا بالسلاح”.
من هنا، من بيروت، رسم طلال سلمان السياسة بالحبر، وكتب: “نكتب لنحيا.. نكتب لأننا نحلم بوطن لا يخون فيه القلم القلب”.
وأشار إلى أن “لبنان لم يكن يوما مجرد نقطة على خارطة العرب،
بل كان النقطة التي وضعت على حروفهم لتكتمل لغتهم.
هذا الوطن الصغير في حجمه، الكبير في أثره، من شرفاته خرج صوت الحرية،
كجرس كنيسة لا ينقطع، كنداء حضاري صقل وجه الاعلام العربي”.

ولفت إلى أنه “في وطن كلبنان، حيث الكلمة احيانا تنير، وأحيانا تشعل، يصبح للإعلام دور يشبه رسالة الكنيسة، شأنها شأن سائر الاديان السماوية الكريمة. فإذا كانت الكنيسة تبشر بالرجاء، فالإعلام يبشر بالحقيقة،
لان الرجاء بلا حقيقة وهم، والحقيقة بلا رجاء قسوة”.

وقال: “نلتقي اليوم ونحن في عهد جديد، يحمل وعدا بمصالحة اللبناني مع ذاته، مع دولته، مع تاريخه وحاضره وغده ومستقبله.
عهد يقوده فخامة الرئيس جوزاف عون، بروح اصلاحية، وبوصلة سيادية، وارادة قوية، ارادة بإعادة بناء الدولة كقيمة ومعنى.
ومن هذا الرجاء الجديد، نتطلع الى اعلام متجدد، يصنع الوعي، يشارك في الشأن العام، ويرعى الهوية الثقافية والروحية والوطنية للبنان”.
وختم: “في هذا العهد، لا مكان الا لصحافة الرجاء، ولبنان الذي انجب جبران خليل جبران ومارون عبود وميخائيل نعيمة وامين  الريحاني وسعيد عقل وخليل مطران وبشارة الخوري ومي منسى وسواهم, لا يليق به ان يختطف صوته او يشوه قلمه. نريد إعلاما يشبه هذا اللبنان في أجمل تجلياته.
حين يكون عاليا كصنين، حرا كجزين عميقا كأبنوبين، متجذرا كالأرز، صادقا كدمعة ام شهيد، وعادلا كمنبر كنيسة.


دعونا نعيد الاعتبار الى الكلمة، كما ارادها الكتاب المقدس: “في البدء كان الكلمة”.
أنحني امام صمود الاعلام اللبناني، امام تعبه، امام ايمانه بأن لبنان ليس قضية خاسرة، بل وطن يقاوم بالنور، ويشفى بالحقيقة،
ويقوم بالرجاء والصلاة.
ونحن في قلب هذا الرجاء، نرفع صلاتنا ايضا من اجل ان تتوقف الحروب في منطقتنا،
ان يسكت السلاح، ان يعلو صوت الحياة.
والرجاء، كما عنوان هذا العام، وكما قال بولس الرسول:” لا يخيب”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: