الكاتب والمحلل السياسي
جورج ابو صعب
عندما تقول السلطة للاشقاء العرب والخليجيين ان ملف سلاح حزب الله يتجاوز الواقع اللبناني الداخلي، ونزعه مسألة أكبر من قدرة لبنان على اتخاذ القرار فيه ، فهي من حيث تدري او لا تدري والارجح ان لا قدرة لها على الدراية، كونها سلطة عميلة للنفوذ الايراني ، تعترف بأن لبنان محتل من سلاح غير محلي لا قدرة للبنانيين على التحكم به وبمواقفه وسياساته . وتعترف بالتالي ان هذا السلاح والفريق الذي يملكه، خارج اطار القرار الرسمي اللبناني والسياسات الرسمية اللبنانية، وبعبارة اوضح واشمل انه جسم غريب في التركيبة اللبنانية، وهو محتل كونه يتجاوز الواقع اللبناني .
هذا الكلام الرسمي يرتب ثلاث نتائج :
النتيجة الاولى اعلان رسمي بأن حزب الله وسلاحه خارج الدولة والشرعية والشعب اللبناني وبالتالي قوة اجنبية محتلة .
النتيجة الثانية فتح المجال امام اللبنانيين ومن موقع الحق الطبيعي بمقاومة اي محتل اجنبي، تماما كما المحتل الاسرائيلي وبموجب اتفاق الطائف والبيانات الوزارية المتعاقبة، التي ارست اجتهادا ثابتا بتفسير حق المقاومة للمحتل، لاتخاذ كافة الاجراءات المشروعة لمقاومة هذا الاحتلال، وبالدرجة الاولى المقاومة السلمية طالما ان السلاح الايراني اكبر من لبنان، ومن قدرة الدولة على ضبطه .
النتيجة الثالثة تشريع الحق للبنانيين السياديين، لاعلان انفصالهم عن هذا الجسم الايراني الغريب، الذي لا يمثلهم لا في مواقفه ولا في سياساته، ما يعطيهم الحق وامام عمالة دولتهم للمحتل الايراني، بمطالبة المجتمعين العربي والدولي بالتدخل لمؤازرتهم، على اعادة السيادة والاستقلال لوطنهم، واعتبار كيان حزب السلاح حركة انفصالية عن الكيانية اللبنانية .
اننا امام ساعة الحقيقة، ولا يظننّا احد ان الاخوة العرب وتحديدا الخليجيين مقتنعين باي رد لبناني رسمي، على المطالب التي اودعت مسؤولين لبنانيين عاجزين فاشلين فاسدين، وهم يعرفونهم ويعرفون مقدار عجزهم وعمالتهم، ولكن ومن باب المحاولة الاخيرة، قبل اطباق ابواب جهنم الموعود على لبنان يحاولون المحاولة الاخيرة .