الرفاعي: لا يجوز بث الفتن وتحريك العصبيات وشراء الذمم

rifai

لفت مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في خطبة الجمعة إلى أن الانتخابات البلدية والاختيارية محطة تنافس شريف، ينبغي أن تكون وسيلة للبناء لا للهدم، وللخدمة لا للتفرقة.

وقال: “لا يجوز بث الفتن ولا تحريك العصبيات، ولا شراء الذمم. هي أمانة تُؤدى لا فرصة تُستغل، ومن يُخالف ذلك فهو خائن لبلدته ودينه”.

الرفاعي نوّه أن المنصب البلدي تكليف أمام الله، لا وجاهة ولا فخر، ويتطلّب صدقاً وأمانة وتواضعاً وحسن خلق. وأضاف: “من لا يصلح لخدمة الناس لا يستحق أن يُنتخب، ومن خان الأمانة حُوسب في الدنيا والآخرة”.

وتابع: “الفائز عليه أن يدرك أن فوزه عبء ومسؤولية، لا مناسبة للزهو. ومن لم يفز فله أجر النية والعمل إن أخلص. يجب أن يجتمع الطرفان على حب البلد وخدمة الناس، فالمعركة انتهت، والعمل يبدأ. حين تنتهي الانتخابات، يبقى الجار جاراً، والصديق صديقاً. ننسى الخصومات، ونتعاون على الخير. من فاز يمد يده لمن لم يُوفق، ومن لم يفز يُهنئ ويبارك، فكلّنا في مركب واحد، والتعاون خير من التناحر”.

وأشار: “المسلم مسؤول عن كل كلمة يقولها أو ينشرها، والكلمة قد تَقتل معنوياً، أو تَشعل فتنة. الغيبة والنميمة والإفك لا يجوز تبريرها في موسم الانتخابات، فالدين فوق السياسة، والخلق فوق المصلحة”.

ودعا الرفاعي إلى إحياء روح الأخوّة بعد التنافس، لبلورة صورة المجتمع السليم. ورأى أن التنافس لا يكون على أساس مذهبي أو طائفي، بل على أساس الكفاءة والخدمة والصدق. وقال: “الانتماء لا يُلغي الأخلاق، والحماسة لا تبرر الخطأ. فلنُبعد النار عن بيوتنا، ولنحفظ وحدتنا الداخلية”.

وأردف “أنا مع عائلتي ما دامت على الحق. وإن أخطأت، نصحتُها برفق، فإن أصرّت على الخطأ دعوتُ لها بالهداية. ولا أنصرها إلا في الحق، فالدين لا يُجامِل، والحب لا يُبرّر الباطل. سأبقى وفياً لها، صادقاً معها، إلا في باطلها”.

وعن إطلاق النار الإبتهاجي، أعرب: “لا يجوز التعبير عن الفرح بإطلاق النار، فذلك فعل خاطئ فيه خطر على الناس ومخالفة للشرع والقانون. الرصاصة قد تقتل نفساً بريئة، والفرح الحقيقي لا يكون بإيذاء الآخرين. لنُحيي والاحتفالات التي تُدخل السرور من دون أذى أو استفزاز، احتراماً للجيران، وحفاظاً على سلامة مجتمعنا”.

في سياق آخر لفت الرفاعي: “غزة تنهض من تحت الركام، تقاوم بأرواح شهدائها، وتخرج من أنفاق الحصار بعزيمة لا تلين. لا تركع إلا لله، ولا تخضع للغزاة، تردّ على القصف بثأر، وتُسقط هيبة الكيان الصهيوني. تؤمن أن النصر وعدٌ من الله”.

وشدد على أن “واجب الأمة اليوم أن تُسند غزة، بالمال والدعاء والكلمة والموقف. أن تشعر غزة أن لها أمة لا تنساها، وأنها ليست وحدها في الميدان”.

واعتبر أن “ما جرى بين باكستان والهند لم يكن وليد اللحظة، بل من صُنع الموساد وأعداء الإسلام، لتحريك نار جديدة في شرق العالم الإسلامي. ووقوف الكيان مع الهند في عدوانها فضح حقدهم المشترك، وأظهر حقيقة المشروع اليهودي الذي يريد تفتيت الأمة لصالح دولته الكبرى”.

ورأى أن “الرد الباكستاني كان حاسماً ومدوياً، أسقط طائرات وصواريخ، ودمّر قواعد عسكرية، حتى أجبر الغرب على التوسّط. فلو اعتمدت باكستان على الشجب والاستنكار، لتحولت إسلام آباد إلى رماد. إنّما الأمم تُهاب بالقوة، ويُحترم أصحاب العزة لا أصحاب التوسّل”.

وختم الرفاعي: “المنطقة تمرّ بمتغيّرات كثيرة، وتحالفات تتبدل، ومواقف تعاد صياغتها. نرجو أن يكون في هذه التحوّلات خير يُرتجى، وأن تنعكس إيجابًا على غزة الجريحة، ولبنان المنهك، وسائر بلاد العرب والمسلمين”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: