قرابة العامين على الشغور الرئاسي، لا تزال انتخابات رئاسة الجمهورية عالقة في دائرة السجالات السياسية الداخلية حول الآليات الدستورية أو الحوارية، الهادفة إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي. ومن الواضح أن فريقين أساسيين يناقشان الملف الرئاسي والمبادرات المطروحة، والتي كان أحدثها الإقتراحات التي أطلقتها المعارضة لمقاربة الإستحقاق كما الحوار من أكثر من زاوية وذلك في سياقٍ سياسي وقانوني في آن.
وفي هذا السياق، تأتي مناقشة العلاقة بشكلٍ خاص بين عين التينة ومعراب، والتي يصفها عضو تكتل “الجمهورية القوية” الوزير السابق والنائب ملحم رياشي، بعلاقة “ودّ واحترام كاملين”، جازماً بأن “ما بين الرئيس نبيه بري ورئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع هو “ودّ واحترام، وهذا الودّ لا تفسد فيه أي قضية، والحكيم كان قد عبّر عن هذا الودّ في إطلالته التلفزيونية الأخيرة.
ويكشف عن “عدد من الملفات المتّفق عليها بين معراب وعين التينة، وكان آخرها ملف التمديد للقيادات العسكرية قائد الجيش والمدير العام للأمن الداخلي، ولكن ملف رئاسة الجمهورية هو ملف خلافي بين الرجلين ومقاربتين متباعدتين، وبالرغم من ذلك لا يفسد في الودّ قضية، والخطاب الأخلاقي لم يخرج يوماً عن الإحترام”.
وعن الإستحقاق الرئاسي وحراك “الخماسية”، يقول: “إذا أردنا أن نتكلم بواقعية مطلقة، فإن الرئاسة معطلة ومعرقلة، ولن تكون هناك رئاسة في المدى المنظور، ودور “الخماسية” هو أيضاً دور مفرمل بشكل أو بآخر، لأنه مبني على مجموعة مشاورات لأفرقاء متباعدين في وجهات النظر السياسية، كما أن التعادل السلبي القائم في مجلس النواب لا يسهِّل الإلتقاء ويؤدي إلى صفر نتيجة. لذا فإن هذا الواقع يتطلّب حراكاً لافتاً ليتقدّم إلى الأمام، بمعنى إمّا أن يتحرك فريق من كتلتنا باتجاه الطرف الآخر، أو العكس فيحصل حراك ما، أو من الممكن أن يكون بتدخل خارجي قد يأخذ الملف إلى خيار ثالث، لكن الواقع الحالي اليوم هو جمود قاتل”.
وإزاء عدم توصل كل التدخلات الخارجية إلى حل الأزمة الرئاسية، يجيب: “حصلت تدخلات، لكنها لم تكن على مستوى وحجم تحقيق اختراق معين، والإختراق الحقيقي يكون في عقد جلسة انتخابية في المجلس النيابي إذا كنا سنبني على الخيار الداخلي، أما بالنسبة للخيار الخارجي، فيحتاج إلى توافق او تقاطع أميركي ـ سعودي ـ إيراني على الأقلّ، إلى جانب الدول الأخرى الممثَّلة بالخماسية، ولكن أتصوّر أن هذا الثلاثي يمكن أن يؤثرّ إيجاباً بتحقيق اختراق في الملف الرئاسي”.
وعلى صعيد الوضع الأمني وعن إمكانية توسيع الحرب “الإسرائيلية” في لبنان، تمنى أن “لا يكون هناك مشروع حرب جديدة في لبنان، نتيجة الأوضاع السائدة حالياً في الجنوب، والتطورات المرتبطة بشكل مباشر بالحدث العسكري الكبير في المنطقة، لا شيء واضحاً حتى اليوم في هذا المجال، ونأمل أن لا يكون الوضع كذلك”.
وحول زيارته الأخيرة إلى قطر ونتائج هذه الزيارة، يشير إلى أنه “لقاء استطلاعي من قبل رئيس الحكومة ووزير الخارجية في قطر، أطلعناه فيه على وجهة نظرنا بما يتعلق بالحرب الحاصلة على حدودنا الجنوبية وما يتعلق بالحرب في غزة، وأيضاً ما يتعلق برئاسة الجمهورية اللبنانية، قطر تريد المساعدة في الملف الرئاسي، ولكن الجهد الأكبر اليوم ينصبّ على وقف إطلاق النار في غزة”.
وحول العلاقة مع تيار “المردة”، خصوصاً وأنه على تواصل ويلتقي النائب طوني فرنجية، يشدّد رياشي على أنه يلتقي شهرياً تقريباً النائب فرنجية، وينسّق وإياه بعض الملفات، موضحاً أنه “كان آخرها تنسيق وترتيب ملف النزوح السوري في المناطق المشتركة، ومعالجته معالجة مشتركة، ولكن في ملف رئاسة الجمهورية كنا في غاية الوضوح مع بعضنا البعض!”