كرّمت الجمهورية الفرنسية الشيف اللبناني العالمي ألان الجعم بمنحه وسام فارس الاستحقاق الزراعي، وهو أحد أرفع الأوسمة التي تُمنح تقديرًا للإنجازات البارزة في مجال الزراعة والصناعات الغذائية وفنون الطهو.
أقيم حفل التكريم في أجواء احتفالية راقية، حيث تولّى غيوم غوميز، سفير فنّ الطهو الفرنسيّ والشيف السابق لمطابخ قصر الإليزيه، تقديم الوسام إلى الجعم، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة في عالم الطهو والثقافة.
من بيروت إلى باريس.. مسيرة نجاح استثنائية
وُلد الشيف ألان الجعم في لبنان، حيث تعرّف منذ صغره على النكهات الغنية للمطبخ اللبناني. وفي رحلته نحو تحقيق شغفه، انتقل إلى فرنسا، حيث بدأ مسيرته المهنية من الصفر، متنقلًا بين المطابخ والمطاعم المختلفة، قبل أن ينجح بتأسيس اسمه ضمن قائمة أبرز الطهاة في فرنسا.
اليوم، يُدير الجعم مطعمه الحائز على نجمة ميشلان في باريس، حيث يقدّم تجربة طهو تمزج ما بين أصالة المطبخ اللبناني ودقّة المطبخ الفرنسي، برؤية جديدة تُعيد تعريف المأكولات الشرقية على الساحة العالمية.
في كلمة ألقاها خلال الحفل، وصف غيوم غوميز الشيف الجعم بأنه نموذجٌ ملهمٌ للتفاني والإبداع في فن الطهو، مؤكّدًا أن هذا الوسام لا يكرّم مهاراته فقط، بل يثمّن أيضًا رحلته الاستثنائية التي تمثل انتصار الشغف والإصرار.
من جهته، عبّر الشيف ألان عن فخره بهذا التكريم، معتبرًا أنه يُجسّد ثمرة سنواتٍ من الجهد والتفاني، مؤكدًا التزامه بمواصلة تقديم أطباق تمزج ما بين الإرث اللبناني والمطبخ الفرنسي، وبنقله تقاليد الطهو الشرقي إلى جمهور عالمي واسع.
قصة نجاح من لبنان إلى العالمية
في مقابلة خاصة مع رئيسة مجموعة “النهار” الإعلامية نايلة تويني، ضمن برنامجها بودكاست مع نايلة، استعرض الشيف الجعم رحلته الملهمة، متحدّثًا عن التحدّيات التي واجهها في مسيرته المهنية، ثم انتقاله من بدايات متواضعة إلى تحقيق شهرة عالمية.
تحدث الجعم عن حبّه للمطبخ اللبناني، وعن كيفية سعيه إلى تقديمه بطريقة معاصرة تلائم الذوق العالمي، كما سلّط الضوء على أهمية المزج ما بين التقاليد والابتكار في عالم الطهو، مشدّدًا على أن سرّ النجاح يكمن في التمسك بالجذور مع الانفتاح على التجديد.
خلال المقابلة، تطرّق أيضًا إلى الصعوبات التي واجهها كمهاجر في فرنسا، وكيف استطاع أن يبني اسمه من خلال الإصرار والعمل الجادّ، كما عبّر عن رغبته في إعادة تعريف صورة المطبخ اللبناني عالميًا، ليكون أكثر من مجرّد طعام شهيّ، بل تجربة ثقافية متكاملة.