في ٣٠ ايلول ١٩٨٩، قرر اللبنانيون انهاء الحرب، ووضع حدّ لخلافاتهم، والاتفاق على ان كل ما يختلفون عليه سيكون الحوار بشأنه داخل المؤسسات الشرعية وفي كنف الدولة، رفضاً للغة البارود والنار والرصاص. عندها، وجدوا اصدقاء للبنان وحلفاء له، احتضنوا نوابه وظهّروا اتفاقهم وحرصوا على الخروج باتفاق يؤسس لجمهورية جديدة، يتشارك الجميع في قرارها الوطني.
واليوم، بعد ٣٣ عامًا، وعلى الرغم من عدم تطبيق اتفاق "الطائف" بكامله، الا انه يبرز اكثر واكثر كحاجة وطنية وضرورة استراتيجية للتمسك به والدفع باتجاه تطبيقه بحذافيره.لان العقود الثلاثة التي مرت عليه، اكدت ان عدم تطبيقه، او تطبيقه جزئيًا واستنسابيًا، قد فتحت ابواب جهنم على البلاد، ولن تُغلق، أبواب جهنم، الا اذا سارعنا الى الالتفاف حول ما اجتمعنا عليه، حمايةً للسلم الاهلي، وصونًا لجمهورية اردناها جامعة لكل اللبنانيين تحت عباءة الدولة، والدولة وحدها.
وبعد.. شكرًا للمملكة العربية السعودية، ولاصدقاء لبنان خصوصًا العرب منهم…والرحمة لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.