وقع وزير الطاقة والمياه جو الصدي مع المدير العام لمجموعة CMA CGM في لبنان والشرق الأدنى جو دقاق، في خطوة لتعزيز الاستفادة من الطاقة الشمسية وزيادة إنتاج الطاقة وتخفيف التكلفة والحد من التلوث، على عقود شراء طاقة (PPA)، بعدما إستحصلت شركة Merit Invest ضمن مجموعة CMA CGM على ٣ رخص لانشاء مزارع طاقة شمسية.
وأشار الصّدي إلى أن "الله أنعم علينا في لبنان بساعات مشمسة خلال اليوم، وهذه الثروة الطبيعية إن عرفنا الاستفادة منها قادرة على أن تساهم في زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان بتكلفة أقل بكثير من وسائل الإنتاج التقليدية ومن دون أي تلوث".
أضاف: "نحن في أمس الحاجة إلى أي كيلو واط، وليس فقط إلى ميغاوط، لأن الطلب أكبر بكثير مما هو متوافر اليوم. ومن ضمن مقاربتنا لكيفية تأمين الطاقة للبنانيين، يشكّل إنتاج الطاقة النظيفة عبر مزارع الطاقة الشمسية إحدى الدعائم التي سنرتكز عليها الى جانب إنشاء معامل حديثة وكبيرة لتوليد الطاقة على الغاز".
كما ذكّر أن "في ايار 2022 أعطى مجلس الوزراء 11 رخصة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتبلغ القدرة الإنتاجية لكل منها 15 ميغاواتا، وتمتد فترتها التشغيلية لمدة ٢٥ سنة"، آسفا "لأنه حين وصل الى الوزارة، تبين له ان هذه الرخص في معظمها نائمة في الدرج"، وقال: "لذا، جمعت أصحاب الرخص في الوزارة خلال أيار الماضي، وأعطيتهم مهلة حتى ٣١ كانون الأول 2015 لاستيفاء الشروط اللازمة للبدء بإنشاء حقول الطاقة الشمسية. وبالتوازي، عملنا على تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء التي ابصرت النور منذ أسبوعين بعد 23 سنة من التهرب من انشائها".
وأوضح أن "هذه الهيئة هي المخولة إعطاء التراخيص لمزارع شمسية بأحجام كبيرة ومراقبة العمل فيها وفق قانون تنظيم قطاع الكهرباء رقم 462 على 2002"، وقال: "إن العناصر الأساسية لهذه العقود كانت واردة منذ إعطاء الرخص وأُدخلت بعض التسهيلات الإجرائية عليها".
كما ذكر أنه وجه "كتابا إلى مجلس الوزراء لاطلاعه على توقيع هذه العقود"، وقال: "نحن اليوم امام 3 مزارع للطاقة الشمسية في جبل لبنان والشمال والبقاع بقدرة 15 ميغاواطا لكل منها وبمجموع 45 ميغاواطا. سيتم ربطها بالشبكة الوطنية التي تديرها مؤسسة كهرباء لبنان. وهذه الخطوة لا تزيد فقط كمية الطاقة المنتجة، بل هي أيضا توفر في التكلفة لأن السعر الثابت هو 5.7 سنت لكل كيلوواط ساعة في البقاع و6.27 سنتا لكل كيلوواط ساعة في الشمال وجبل لبنان، أي بأسعار أقل بكثير من متوسط تكلفة الإنتاج لدى كهرباء لبنان".
ولفت إلى أن "توقيع عقود شراء الطاقة اليوم يؤكد التزام الوزارة القيام بالخطوات الضرورية لإنجاح الشراكة مع القطاع الخاص، مع التشديد على أهمية تحويل هذه العقود الى مشاريع حقيقية سريعا".
وشكر لمجموعة CMA CGM "إيمانها بلبنان واستثمارها فيه"، وقال: "نحن نعمل بكل طاقتنا كي نكسب ثقة المستثمرين عبر تعزيز معايير الشفافية وفرض أحكام القانون واعتماد الحوكمة الرشيدة".
من جهته، قال دقاق: "إنه لشرفٌ كبير لي أن أكون هنا اليوم إلى جانب وزير الطاقة والمياه جو الصدي في هذه اللحظة المفصلية للبنان، كما لمجموعة CMA CGM التي وضعت موضوع الاستدامة والتحول الطاقوي في صميم استراتيجيتها العالمية وذلك بتوجيهات واضحة ورؤية قيادية سبّاقة من رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لمجموعتنا رودولف سعادة. لذا، ركّزت على هدفٍ واضح أمامها: تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 . ولتحقيق هذا الهدف، نقوم بتوجيه استثمارات غير مسبوقة ونعمل على إطلاق مبادرات رائدة تغطّي أنشطتنا في كل أنحاء العالم".
أضاف: "في البحر، نقوم بتشغيل واحدة من أكثر الأساطيل حداثة وكفاءة بيئيا في العالم. كما كانت مجموعة CMA CGM أول شركة شحن تستثمر بشكل كبير في السفن المزودة بمحركات تعمل بالوقود المزدوج أي الغاز الطبيعي المسال، مما يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 25٪. واليوم، نحن نذهب الى أبعد من ذلك، حيث نسرّع الانتقال نحو الوقود من الجيل التالي next-generation fuels، كالميثانول والبيو ميثان والوقود الحيوي biofuels والإي-ميثان e-methane، بحلول العام 2028، ليصبح بذلك أسطول مجموعتنا ضمن أكثر الأساطيل الصديقة للبيئة في قطاع الشحن".
وتابع: "اما على البرّ، فنسعى الى تقليل الانبعاثات الكربونية عبر أنشطة النقل والخدمات اللوجستية والموانئ. كما نزيد من استخدام المعدات الكهربائية والحلول اللوجستية المتكاملة والأدوات الرقمية لتعزيز الكفاءة وخفض الانبعاثات. وفي الوقت نفسه، نعمل على تطوير مشاريع الطاقة المتجددة للمساهمة مباشرة في التحوّل الطاقي للدول التي نعمل فيها".
وأوضح أن "مبادرتهم اليوم في لبنان هي مثال على هذا الالتزام، وذلك من خلال إنشاء ثلاث محطات للطاقة الشمسية: في الشمال وجبل لبنان والبقاع، اذ ستُنتج هذه المحطات 45 ميغاواطا من الطاقة النظيفة، مما يكفي تغطية حاجات أكثر من 22,000 منزل، فضلا عن خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بأكثر من 45,000 طن سنويا".
أردف: "لا يقتصر هذا المشروع على إنتاج كهرباء أنظف فحسب، بل سيترك أثرًا إيجابيًا على لبنان والشعب اللبناني من خلال المساهمة في خفض تكلفة الإنتاج وزيادة ساعات التغذية، إلى جانب خلق عشرات فرص العمل خلال مرحلة الإنشاء وتعزيز الشراكة مع البلديات. كما يشكّل هذا المشروع منصة مهمّة للتعليم والبحث والابتكار في مجال الطاقة المتجددة".
وقال: "لبنان بالنسبة إلى مجموعة CMA CGM أكثر من مجرد بلد انطلقنا منه منذ 47 سنة، بل هو البلد الذي يلهمنا باستمرار للنمو وتعزيز الإلتزام. على مر الزمن، توسع حضورنا فيه ليشمل مجالات: الشحن، الخدمات اللوجستية، محطات الحاويات، التحول الرقمي، مراكز الخدمات المشتركة وقطاعي الزراعة والصناعات الغذائية. وأدى هذا التوسع الى خلق أكثر من 2,400 فرصة عمل في كل هذه القطاعات، في وقت نحرص فيه على أن تكون الاستدامة جزءا لا يتجزأ من عملنا، لضمان تماشي النمو مع التزامنا المسؤولية".
أضاف: "تجسد مؤسسة CMA CGM قيم مجموعتنا من خلال حسّ المسؤولية والتضامن والاندفاع، فهي بدورها تطلق المبادرات الإنسانية والمشاريع التعليمية في كل أنحاء لبنان. كما تبني شراكات نوعية مع المنظمات غير الحكومية ومع مختلف الجهات الفاعلة محليا ودوليا".
وشكر "وزير الطاقة وكل المؤسسات والشركاء الذين دعموا هذه المبادرة"، وقال: "معا، نبني مستقبلا للطاقة في لبنان أكثر صديقة للبيئة واستقرارا وبإنتاج محلي".
وردّاً على سؤال أين تقع هذه المزارع تحديدا وما هو وضعها الحالي، أجاب دقّاق: "وفقا للتراخيص التي حصلت عليها مجموعة CMA CGM، يجب إنشاء مزارع الطاقة الشمسية الثلاث في الشمال وجبل لبنان والبقاع. ويُعتبر المشروع في شمال لبنان الأكثر تقدمًا، حيث تم تأمين الأرض ونعمل على اختيار المقاول. أما المشروعان الآخران، ان في البقاع او جبل لبنان، فنحن حاليا نسعى الى ايجاد الأراضي المناسبة. ولكن في المشاريع الثلاثة، نؤكد أننا نعمل وسنواصل العمل بكفاءة على استيفاء كل الشروط المسبقة المطلوبة بموجب اتفاقيات شراء الطاقة، بهدف البدء بأعمال البناء في أقرب وقت ممكن".