العالم اليوم بين قوة الحق وحق القوة

1024357288_393_0_1606_1335_1400x0_80_0_0_97c7c3c5c70b6cc39769aa3a13b857f3

بالعودة للجدلية الفلسفية بين توماس هوبز وباروخ سبينوزا وجان جاك روسو في المفاضلة بين قوة الحق وحق القوة - ترتسم فوارق كبيرة يختصرها على ارض الواقع العالمي اليوم الملف الاوكراني في هذه المرحلة الانتقالية بين نظام عالمي سقط وانتهى ونظام جديد مجهول باقي الهوية . وهذه المرحلة الانتقالية اصعب وأسوأ ما يمكن ان يمر به العالم حيث كل طرف دولي قادر دون رادع على تحسين مصالحه الجيو سياسية. فهل الكلمة للقوة؟

اوكرانيا نحو وضعية جديدة ومن خلالها اوروبا -فالخطأ الاستراتيجي الكبير الذي ارتكبه الاوروبيون غداة سقوط حائط برلين كان في اعتبار ان لا عودة للقوة المادية في العلاقات الدولية . وها هم اليوم يدركون بمرارة ان القوة تبقى في معادلات العلاقات الدولية الامر الذي سيغير الكثير من الحسابات والتوازنات الاستراتيجية على كافة اقاليم العالم والتي تشكل خطوط تماس وتشابك مصالح . ‏واولى هذه الحسابات تغير المناخات الدولية والمشهدية التي استقرت منذ ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ومنها العودة الى منظومة الامن والحماية الجماعية وبوادرها تخلي فنلندا عن حيادها وانضمامها للناتو وتخلي البريطانيين عن مسافاتهم تجاه القارة العجوز وتخلي اوروبا على مراحل عن اتكالها على سلاح التحالف الاطلسي وقوته بتعزيز الامن الاستراتيجي الاوروبي بميزانيات دفاع مرتفعة

كما والتخلي عن ديبلوماسية السذاجة البناءة في التعاطي مع القوى العظمى المتغولة بعدما اخذ الاوروبيون على حين غرة بفعل المسالمة وادارة الظهر لتحديات جادة كانت ترتسم في الافق العالمي . فالعالم اليوم الى تغير جذري واوكرانيا ضحية الانتقال من نظام الى نظام وقد تقسم بين غرب وشرق استنساخا لالمانيا الاربعينات شرقية وغربية وترسم حدود عالمين لم يكتب لهما التعايش السلمي طويلا لانهما فشلا في تطويره وتعزيزهاوروبا والعالم نحو حقبة جديدة مختلفة عن سابقتها وافرازاتها ستمتد من قارة الى قارة حاملة معها تداعيات تقلب مشهديات كثيرة ومعها ثوابت كانت ترسخت خلال العقود الاخيرة . فعلينا في لبنان وكل الدول الصغيرة الاستعداد لابعاد بالقدر الممكن اثار تلك التداعيات كي لا نستخدم مجددا وقودا للصراعات والتشابكات الاستراتيجية الجديدة القادمة .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: