العلامة فضل الله يدعو لمعالجة اشكال تشكيل الحكومة

Doc-P-453766-638243213139051180

ألقى  العلامة  السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية: “عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى الإمام زين العابدين(ع) أحد أصحابه طاووس اليماني، حين رأى الإمام يصلي في المسجد الحرام وهو يدعو ويبكي في دعائه، فجاء إليه فقال له: يا بن رسول الله رأيتك على تلك الحال ولك ثلاث هي أمان لك من الخوف، أحدها: أنك ابن رسول الله، والثاني: شفاعة جدك رسول الله، والثالث: رحمة الله، فقال: يا طاووس! أما أني ابن رسول الله(ص) فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالى يقول: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}، وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني، لأن الله تعالى يقول: {لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}، وأما رحمة الله فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}”.

اضاف:”لقد أراد الإمام أن يؤكد من خلال وصيته هذه بأنه بالعمل الصالح نبلغ ما عند الله ولا نجاة إلا به، وإذا كان من رحمة نرجوها، فهي لا تأتي بالمجان بل هي نتاج إحسان نبذله لمن حولنا وللناس، ومتى وعينا ذلك سنكون أكثر مسؤولية في ميادين الحياة، وبه نكون قادرين على مواجهة التحديات”.

وتابع:”في البداية يستمر العدو الصهيوني بخروقاته في التفجيرات التي تحصل في الشريط الحدودي في المناطق التي لا يزال يتواجد فيها، والتي تستهدف البنى السكنية والبنية التحتية، سعياً منه لتهجير أهلها ومنعهم من العودة إليها وجعلها مناطق غير قابلة للحياة، وفي الغارات التي نخشى أن لا يكون آخرها تلك التي حصلت في البقاع وإقليم التفاح، والتي تأتي رغم التمديد الذي حصل لوقف إطلاق النار والذي جاء مشروطاً من قبل الدولة اللبنانية بإيقاف أي خروقات له.

ومع الأسف، يجري ذلك تحت مرأى ومسمع من اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار والدول الراعية لها من دون أن يصدر عنها أي موقف يردع هذا العدو عن الاستمرار بأعماله العدوانية هذه. وهذا ما يدعو الدولة اللبنانية إلى اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بالضغط على الدول الراعية للاتفاق للوفاء بالتزاماتها ومنع العدو من مواصلة خروقاته اليومية، وإلا فلا سبيل امام اللبنانيين إلا أن يتابعوا ما بدأوه في العمل على تحرير أرضهم بكل السبل المتاحة”.

وقال:”إنه من المؤسف ألا نشهد مع كل ما يجري وما جرى موقفاً جامعاً من اللبنانيين في مواجهة الاحتلال وتجاوزاته وخروقاته، وأن لا تتوحد جهودهم في مواجهة أطماعه والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها إن على الصعيد الأمني أو السياسي، وكأن هذه المنطقة من الأرض تخص أهلها فقط لا كل اللبنانيين”.

واشار الى انه “في هذا الوقت، لا يزال اللبنانيون ينتظرون تأليف حكومة تواكب هذه المرحلة بكل صعوباتها وتحدياتها، وتحقق الأهداف التي أعلنها العهد الجديد، وهي مع الأسف لا تزال أسيرة المطالب والمطالب المضادة، ومن يسعى من الداخل والخارج لإقصاء فريق أو تهميشه مع كونه يمثل شريحة شعبية وازنة وله دوره لا على مستوى طائفته بل على مستوى الوطن كله.

ونحن في هذا المجال، نؤكد حرصنا على كل ما يساعد الحكومة على استقرارها لتؤدي دورها، لكن ذلك لا يمكن أن يبنى بالإقصاء والتهميش والغلبة، بل هو يبنى بالتكامل بين كل مكونات الوطن والتعاون في ما بينها، في مرحلة البلد أحوج ما يكون إلى ها التكامل والتعاون، ونحن جربنا في هذا البلد ما أدى إليه الإقصاء السياسي من مآسٍ وويلات”.

 ودعا” للإسراع بمعالجة الإشكال الذي حصل والذي أدى إلى عدم تأليف الحكومة بعدما كانت على قاب قوسين أو أدنى من التأليف، ونحن على ثقة أن ذلك سيحصل مع صدق النيات وعدم وجود رغبة لدى أي من الافرقاء في تعطيل مسيرة العهد وتحقيق آمال اللبنانيين وطموحاتهم، والتأكيد أنهم في جبهة متماسكة تستهدف تحرير الأرض وقطع الطريق على المحاولات الإسرائيلية الحربية لإحداث ثغرات لبنانية تتيح  للعدو تعزيز مواقعه في الساحة الداخلية”.

وتابع:” نصل إلى الضفة الغربية، حيث يواصل العدو اقتحامات مدنها ومخيماتها والتدمير والنسف لمبانيها، سعياً منه لاستكمال مشروعه الذي بدأه في غزة والذي يهدف إلى تيئيس الفلسطينيين وإرغامهم على ترك وطنهم وأرضهم، فيما يستمر الشعب الفلسطيني بمواجهة هذا العدو والتشبث بأرضه لمنع هذا العدو من تحقيق أهدافه رغم القهر والمعاناة التي يتعرض لها.

وفي هذا الاطار، شهدنا ما صدر عن الرئيس الأميركي برغبته ترحيل أهل غزة ودعوته مصر والأردن وغيرها من البلدان إلى توطينهم فيها، وقد جاء ذلك من دون أن يكلف نفسه بأخذ رأي هذه الدول، ليؤكد  ما كنا نشير إليه أن هذا العدو الصهيوني يرمي من خلال تدميره للمباني السكنية والبنى التحتية لتحقيق هذا المشروع، وها هو وزير دفاعه يصرح بأنه سيسعى إلى ذلك وهو يخطط له، ما يدعو إلى العمل الجاد للتصدي لهذا المشروع، والذي لن يردعه أو يحول دون تحقيقه البيانات التي صدرت عن الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية وحتى مواقف الدول العربية، بل المواقف العملية ومواجهة الضغوط التي قد تحصل لتحقيقه”.

وختم :”إن المرحلة تتطلب وعيا من كل الأطراف في لبنان وفلسطين وفي المنطقة لخطورة ما يرسم ويخطط لها من القوى الاستكبارية والتي تثبت الأيام ان لا مستقبل لشعوب منطقتنا الا بمواجهتها بكل الوسائل والسبل في سبيل تحرير الأرض والانسان”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: