العلّامة فضل الله: استهداف أي طائفة سينعكس على الوطن كلّه

ali fadlallah

عقد العلّامة علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، بعنوان "مفهوم الإخلاص في الإسلام"، ثم أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.

استهلّ اللقاء بتأكيد أن "الإخلاص ليس أمرًا هامشيًّا ولا مجرّد زينة للأعمال، بل هو شرطٌ أساسيّ وجوهريّ لكلِّ عمل أو عبادة أو قول يريد به الإنسان وجه الله والتقرّب إليه. فلا تُقبل صلاةٌ لا تكون خالصةً لله، ولا يُعتدّ بأيّ جهدٍ أو عمل  اجتماعيّ أو علميّ أو عباديّ أو خيريّ  إذا شابه رياءٌ أو سمعة أو مصلحة. فلو كان الجهد مضاعفًا، فإن الله لا يقبل عملاً لا يكون الدافع إليه نقيًّا، لأن النتائج مهما كانت كبيرة، تبقى منقوصة إذا غابت عنها النيّة الصافية. فالعمل لا بدّ أن تُحضر فيه النيّة لله، ولله وحده".

أضاف: "إن الإخلاص لله ليس قيمة روحية منعزلة تبقى في داخل الذات، بل تظهر آثاره واضحة في سلوك الإنسان وحركته. لذلك، من الطبيعي حين يكون الإنسان مخلصًا لله، عارفًا بسبل الإخلاص، أن يخلص لمبادئه ولعمله ولعلمه ولأسرته وبيئته وجيرانه وأصدقائه، ولمجتمعه كلّه، ولأرضه ووطنه".

ولفت إلى أنّ "مجتمعنا يعاني الكثير من مظاهر غياب الإخلاص، حتى بين الأخ وأخيه، وبين الابن وأبيه، وبين الزوج وزوجته، والزوجة وزوجها... وهذه الظاهرة تتكرّر وتزداد، لتترك آثارها السلبية على أسرنا ومجتمعنا وعلاقاتنا واقتصادنا وديننا، وخصوصًا على أمننا. فكم من خائنٍ باع وطنه لقاء مال أو هوى أو انتقام".

وتابع: "إننا نناشد الجميع، كلٌّ من موقعه، أن يتمسّك بالإخلاص، فلا صلاح لواقعنا إلا به، وخصوصًا في المهن على اختلافها. نحن بحاجة إلى الإخلاص في كل مناحي الحياة، ولا سيما في العمل الديني، بحيث يتحلّى العالم بالصبر في إيصال الحقيقة إلى الناس، ويحسن اختيار ما يرتقي بهم، من دون أن يركن إلى ثقتهم به أو إلى موقعه عندهم".

وقال: "إن الحياة يصنع دروبها المخلصون الذين يبنون ويكدحون ويربّون ويجاهدون في السرّ والعلن، منذ بدء الرسالة وإلى قيام الساعة. فالأمّة لا يصلح حالها إلا بالإخلاص. فابحثوا عن المخلصين، واجعلوا الإخلاص عنوان حياتكم وحصنكم المنيع أمام تحديات الداخل والخارج، وما أكثرها في هذا الزمن الصعب".

وفي ردّه على سؤال: "هل لبنان بلد مستقل؟ قال: "نتقدّم بالتهنئة إلى اللبنانيين في ذكرى الاستقلال، مقدّرين كل التضحيات التي قدّمت من أجل هذا الوطن في الماضي والحاضر. ومن الضروري تكريم جميع الذين بذلوا أغلى ما لديهم لتحرير أرض الوطن وصون سيادته".

وأعرب عن استغرابه من أنّ "هناك من يتآمر على هذا الوطن وعلى مكوّن أساسي فيه، من خلال التحريض والوشاية بدافع مصالح فئوية وخاصة"، مؤكّدًا أنّ "الوقائع أثبتت أن كل متآمر وخائن لوطنه وشعبه مصيره الزوال".

وتوجّه بالقول لهم: "اتقوا الله في وطنكم وشعبكم، واعلموا أن استهداف أي طائفة سينعكس على الوطن كلّه".

وحول الهجمة على الجيش وقائده، قال: "في البداية، لا بدّ من تحية الجيش اللبناني على ما يقوم به وما يقدّمه من تضحيات جسام في سبيل حفظ أمن الوطن وسيادته"، مشيدًا بالوعي والحكمة اللذين يتعامل بهما مع الملفات الحساسة والخلافية، حرصًا على السلم الأهلي والوحدة الداخلية مشيرا إلى أنّ هناك من يريد لهذا الجيش أن يكون أداة لتنفيذ رغبات وإملاءات صهيونية، داعيًا إلى ضرورة تقديم كل الدعم والإمكانات له".

وختم متسائلاً: "لماذا لا يطلبون من إسرائيل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من النقاط المحتلة، وإطلاق الأسرى، والسماح بإعمار القرى المهدّمة، بدل التصويب على الجيش اللبناني؟".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: