في ظل ما يجري من انهيارات في مختلف القطاعات والمؤسسات، وبالتزامن مع إنهيار العملة الوطنية امام لعبة الدولار، والصمت المدوّي من قبل الشعب اللبناني المخدّر على ما يبدو، والذي يتبادل الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويطلق النكات على الحالة الكارثية التي وصل اليها، تبقى الصورة قاتمة وحالكة وتستوجب مطالبة اللبنانيين بحقوقهم، وبأدنى متطلبات العيش الكريم، لكن السكوت يبقى سيّد الساحة على الرغم من كل ما يجري.
الى ذلك كان العسكريون المتقاعدون السبّاقين في التحرك، وضمّوا المتقاعدين في الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة، الى جانب حشد من المواطنين شاركوا في إعتصام الامس في ساحة ريض الصلح ، فبرزت المواجهات مع زملائهم في الخدمة، واعلن العميد المتقاعد جورج نادر مواصلة الاحتجاجات يوم الاثنين المقبل، ضمن وتيرة تصاعدية مرتقبة كما قال.
ومن ابرز المشاركين في التظاهرة، النائب السابق العميد المتقاعد شامل روكز الذي اشار خلال حديث مع موقع LebTalks الى المعاناة التي يعيشها المواطنون بشكل عام في ظل الظروف الكارثية، وقال:" لقد شردّوا شبابنا ودفعوهم الى الإنتحار، بسبب العوز والفقر والحاجة، وسيطرة السارقين على المزاريب التي يمكن ان ُتدخل واردات الى الدولة، لكنها باتت لأزلامهم ولمافيات الدواء ومولّدات الكهرباء، للاسف لقد دمرّوا الجسم التربوي ومستقبل الاجيال والثقافة والحضارة في لبنان، هجرّوا الاطباء والمهندسين والقضاة، وحولّوا رواتبنا الى رواتب اذلال ، وتأمروا على ودائعنا، وباتت القيمة الشرائية في القطاع العام، لا تعادل شئياً بعد اقرار الموازنة ".
واشار الى انّ طبابة المتقاعدين وخصوصا قوى الامن الداخلي، وحقوقهم من المساعدات المتعلقة بالمدارس والمحروقات، إضافة الى حقوق عائلات الشهداء التي تعتبر مقدسة باتت في خبر كان…
وعن إمكانية ان يكون هذا الاعتصام مفتوحاً وفي ساحات مناطق اخرى تضّم كل اللبنانيين، قال:" سيكون هنالك خطوات لاحقة بالتأكيد، لكن اليوم ننطلق من اننا اصبحنا في اللا دولة، حيث يغيب القانون وتحّل المحاصصة والنفاق السياسي"، واضعاً المسؤولية على عاتق مجلس النواب، الذي يهتم كل فريق ضمنه بتفصيل قياس رئيس الجمهورية المرتقب، وعلى عاتق حكومة تصريف اعمال التي لا يرّف لها جفن ازاء ما يجري من انهيارات.
