الغرب يعيد نفس المطالب

lebanon

على رغم من كثرة الحراكات الخارجية في اتجاه لبنان في الآونة الأخيرة، إلّا أنّها تراوح ولا ترقى إلى محاولات جدّية فعلية في الفترة الحالية، لبلورة حلول أو تفاهمات تفضي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي، وتُخرج لبنان من مدار الاحتمالات الحربية، وعلى ما يؤكّد مصدر سياسي رفيع المستوى مطّلع على أجواء الحراكات، وآخرها الحراك الفرنسي الذي تجلّى بزيارة مستشارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت آن كلير لوجاندر، (التي التقت في الساعات الماضية مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي، حيث جرى بحث الخروقات الإسرائيلية وعدم التزام الجانب الإسرائيلي بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار)، فإنّها تتقاطع جميعها على الحاجة إلى حل سريع يؤمّن الأمن والاستقرار لكل الأطراف، ارتكازاً على قرار اتفاق وقف العمليات الحربية والقرار 1701.

أضاف المصدر: "إنّ ما يطرحه الموفدون الغربيّون، أمر مكرّر، وأكاد أقول إنّه مستنسخ بينهم جميعاً، بأنّ على الأطراف وقف التصعيد، والإلتزام باتفاق 27 تشرين الثاني، ويُحمّلون إسرائيل مسؤولية خرق هذا الإتفاق والإستمرار في عملياتها العدوانية ضدّ لبنان، إلّا أنّ أياً منهم لا يأتي بإشارة جدّية توحي بقدرة دولهم على إلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار ووقف اعتداءاتها، إذ في رأيهم أنّ هذا الأمر متروك للأميركيِّين، ولجنة الميكانيزم التي يرأسونها".

وبحسب المصدر، فإنّ خط التواصل مع الأميركيّين مفتوح بصورة دائمة وعلى أكثر من مستوى، وينتظر بحسب ما أبلغنا، أن نشهد حراكاً أميركياً متجدّداً وبصورة مكثفة مع وصول السفير الأميركي الجديد إلى بيروت".

ورداً على سؤال حول التصريحات الأخيرة لتوم برّاك، الذي قال فيها إنّ سوريا ستُسهم في مواجهة حزب الله، أوضح المصدر: "لا يمكن أن نُخرج ما يقوله برّاك في دائرة الحذر الشديد منه، إذ لا نعتقد أنّ في كلامه زلّة لسان، فهو دأب على الكلام التصعيدي منذ فشل الورقة الأميركية التي قدّمها ورفضتها إسرائيل، ولو كانت هناك زلّات لسان، لجرى تنبيهه على الأقل، لكنّه مستمر في منحاه حتى وصل إلى الترويج لفتح جبهة سوريا وإشراكها بالمواجهة مع حزب الله. لكنّ الأميركيِّين في حديثهم معنا يُقلّلون من أهمّية مواقف برّاك، ويقولون إنّها لا تعكس بالضرورة موقف الإدارة الأميركية، ويؤكّدون جدّيتهم بالسعي إلى التهدئة وخفض التصعيد الإسرائيلي، وخصوصاً ضمن لجنة الميكانيزم، لكن لا شيء ملموساً حتى الآن، كما يؤكّدون في المقابل أنّ بلورة اتفاق يوقف الحرب على جبهة لبنان وضمن فترة وجيزة، يُشكّل أولوية بالنسبة إليهم".

إلّا أنّ المصدر نفسه لفت إلى أنّ "الجانب الفرنسي وجّه تأكيدات متجدّدة على وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، ودعمها تسليح الجيش اللبناني وتمكينه من إكمال مهمته وفق مندرجات القرار 1701، بالتوازي مع وقف إسرائيل لخروقاتها واعتداءاتها على لبنان وانسحاب قواتها من النقاط التي تحتلها، فيما يبقى الحراك المصري الذي قاده رئيس المخابرات المصرية على نار هادئة، ومعلوماتنا تؤكّد أنّ المبادرة المصرية لم تنتهِ بعد، بل هي حالياً في ما تبدو أنّها استراحة غير محدّدة بزمن معيّن، وفي انتظار الضوء الأخضر لإعادة انطلاقها من جديد، وما يدفع إلى التعويل عليها، إنّها منسقة بصورة كاملة مع الأميركيِّين".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: