تتزايد المخاوف مع الأسبوع الطالع من انسداد حكومي يتزامن مع تصعيد سياسي باتت الساحة السياسية مستعدةً له، في ضوء التموضع الجديد لكل فريق سياسي وسقوط التحالفات بحيث تستمر المراوحة في عملية تأليف الحكومة كما التعطيل والعرقلة، تزامناً مع بدء العدّ العكسي لرفع الدعم نهائياً عن المحروقات والذي بدأت يتلمّسه المواطنون الذين لم يطالهم هذا الدعم خصوصاً في مرحلته الأخيرة بدلالالة مشهد الطوابير والإشكالات الأمنية وسقوط الضحايا بشكل يومي على خلفية الحصول على البنزين.
وبينما تبدو عملية تأليف الحكومة وكأنها على مشارف ربع الساعة الأخير، أتى الطرح الأخير من الرئيس المكلّف والمسرّب في عطلة الأسبوع، بتشكيل حكومة سياسية مصغّرة، ولكن من دون أن يتمّ تبني هذا الطرح بشكل جدي من قبل أي فريق وحتى من الرئيس ميقاتي.
وسرعان ما جاء الرد من قبل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي استبق أي خطوة من الرئيس المكلّف، وأعلن عن الحاجة لتأليف الحكومة سريعاً، وذهبت أوساطه بعيداً في التصعيد إلى مرحاة التلويح بالإعتكاف وليس الإستقالة من مجلس النواب.
وبالتالي فإن هذا الطرح المفاجىء، وإن كان حرك مياه التأليف، فهو لن يُترجم بأي شكل من الأشكال إلى واقع ، وفق ما كشفت مصادر نيابية مطلعة، إذ وجدت أنه في التشكيلة المصغرة، ألغاماً وأفخاخاً كفيلة بقلب الطاولة نهائياً وخلط الأوراق “الحكومية” مع العودة مجدداً إلى نقطة الإنطلاق، ولكن مع الريبة هذه المرة من تكرار مشهد الإعتذار مرة ثالثة وبشكل رسمي وإن كان الرئيس ميقاتي ومن حيث الواقع ، يعتكف اليوم عن زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا. وتشير المصادر النيابية، إلى أن الأوراق كلها باتت على الطاولة، وكل الأطراف تلعب على المكشوف وتصفية الحسابات تجري من خلال تقاذف الإتهامات بالمسؤولية عن الأزمات المعيشية، وذلك بانتظار كلمة السر “الحكومية” بعدما وصلت كلمة السر “النفطية”.