“القائد الفعلي”.. جوزاف عون “الرئيس المنقذ”

josephaoun

هو مشروع رئيس منذ تسلمه قيادة الجيش. قدّم نفسه على أنّه فؤاد شهاب الثاني، فأعد عدته للانتقال من اليرزة إلى جارتها بعبدا، مع بدء حماوة المشاورات السياسية والتقاطع العربي والدولي على إسمه. فشكل قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل أسابيع، فريقه السياسي الذي سيرافقه للقصر الجمهوري، وتصرف كونه “الرئيس المنقذ”، ومرشح المهمة الصعبة.

ارتبط إسم عون بمعركتين شكلتا المسار السياسي والأمني للبلد، في مراحل سياسية حاسمة واستحقاقات استثنائية. فهو الذي خاض “معركة الجرود” وقادها بنجاح في مواجهة “المجموعات الإرهابية”. وكان القائد والمهندس الفعلي على الأرض، ما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان. فجهز عناصره منذ الليلة الأولى لإعلان انتهاء وقف إطلاق النار، متوجهاً جنوباً، حيث خاض التحدي الثاني لاثبات قدرة الجيش على بسط نفوذه، وعلى حماية لبنان في وجه القوات الإسرائيلية.

وعون ابن بلدة العيشيّة الجنوبية. ولد في العام 1964، في بلدة سن الفيل في قضاء المتن، بعدما تهجرت عائلته من الجنوب جراء ظروف الأمنية آنذاك، وبقيت تلك الفترة قابعة في ذهن هذا الرجل إلى أن دخل المدرسة الحربية في العام 1983، متطوعاً، وتخرج منها في العام 1985 في مرحلة قيادة ميشال عون. يتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية ويحمل إجازة في العلوم السياسية، اختصاص شؤون دولية، وإجازة جامعية في العلوم العسكرية. متزوج ولديه ولدان.

ينقل عنه العارفون أنّه كان التلميذ الضابط النشيط والرصين، وهي صفات بقي يتمتع بها لغاية اليوم. كان آمر سر في فوج المغاوير، ثمّ تنقّل بين الوحدات والأفواج العسكريّة. ثمّ قاد الألوية. والعارفون عنه أيضاً ينقلون أنّه “لم يتوسط يوماً لخدمة في منطقة دون أخرى، بل كان مثالاً للعسكري الجامع للوطن وعلى المسافة الواحدة من كل رقعة جغرافية في لبنان”، حتى قيل إنّه “ربما كان القرار الصائب الوحيد في عهد ميشال عون أنّه عين جوزاف عون قائدً للجيش”.

وفي سيرته، تابع قائد الجيش دورة أركان في الولايات المتّحدة الأميركية، ودورات عسكرية أخرى في فرنسا. يُحكى أنّ عون ومنذ كان ضابطاً بمرتبة ملازم، شخصية ملتزمة، صادقاً ومثابراً، وجدوله مزدحم بالعمل، حيث يبدأ مواعيده في السادسة صباحاً، ويتقصد البقاء بعيداً عن الحضور الاعلامي والمناسبات الاجتماعية، ويعرف تماماً كيف يفصل بين حياته الخاصة وموقعه.

خاض العماد عون التحديات الأمنية. ولكن ماذا عن الخبرة السياسية؟ يحاول البعض الإيحاء بأنّ عون تنقصه الخبرة السياسية، لكونه عسكرياً، ما يعني أنه بعيد من زواريب السياسة وألاعيبها، ما يطرح علامات استفهام كثيرة عن توجهات العماد السياسية، وكيف سيتعاطى مع مختلف الأفرقاء أمام جملة الاستحقاقات التي تنتظر لبنان، وخصوصاً مع من عارض وصوله إلى سدة الرئاسة. وحسب المطلعين، فإنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يعتبر أنّ جوزاف عون قد خان من عيّنه. وفي كل الأحوال، باسيل يريد رئيساً ضعيفاً سواء أكان عون أو غيره.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: