في مقال “وداعي” قبل مغادرته لبنان لإنتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت، أورد القائم بأعمال السفارة البريطانية الدكتور مارتن لونغدن عبارات أتت بمثابة التوصيف الدقيق للحال القائمة في البلد اليوم، فمما كتب:
“سامحوني على فظاظتي ولكن هناك شيء فاسد في قلب لبنان. الفشل حتى الآن في تحميل أي شخص المسؤولية عن الإنفجار الكارثي للمرفأ في الصيف الماضي هو مجرد مثال دراماتيكي للإفلات من العقاب وعدم المسؤولية الذي يمثل الكثير من عيشة اللبنانيين. مؤسسات الدولة فاشلة، والمصالح الخاصة محميّة، وميليشيا حزب الله تعمل بحرية، ولا تخضع للمساءلة أمام أحد. والنتيجة هي نخبة تغتني، بحيث يخسر الشعب اللبناني عند كل منعطف”، مضيفاً أنه رغم التحذيرات التي وجهها الى الأطياف السياسية كافة في لبنان، وحثّهم على إيجاد حل وسط يمكن أن يؤسس لحكومة ذات قاعدة عريضة”، فقد تم اعتبار “كلماتي، مثل كلمات أصدقاء لبنان الدوليين الآخرين، بحيث لم تجد آذاناً صاغية”.
