بعد سيل من الإشاعات التي تصدرت عناوين الصحف حول العالم طيلة الأسابيع الماضية، خرجت أميرة ويلز كيت ميدلتون عن صمتها، وأعلنت الجمعة أنّها مصابة بالسرطان وتخضع للمراحل الأولى من العلاج الكيميائي، طالبة منحها “الوقت والمساحة والخصوصيّة” ريثما تستكمل علاجها.
وأكّدت أنّ اكتشاف إصابتها بالسرطان بعد جراحة ناجحة في البطن في يناير الفائت شكّل “صدمة هائلة”، لكنّها “بخير وتتحسّن كلّ يوم”.
يأتي ذلك بعدما أكّد مسؤولون في الشؤون الملكيّة مطلع فبراير أنّ الملك تشارلز الثالث يخضع للعلاج من السرطان، ما أجبره على إلغاء كلّ أنشطته العامّة.
وقال تشارلز الجمعة إنّه “فخور جدا” بكيت “لشجاعتها في التحدّث”، بينما توالت رسائل الدعم لها، بما في ذلك من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والبيت الأبيض.
وتمنّى الأمير هاري وزوجته ميغان الجمعة “شفاء” الأميرة كيت. وقال الزوجان اللذان يعيشان في كاليفورنيا “نتمنّى الصحّة والشفاء لكيت والأسرة، ونأمل بأن يتمكّنوا من التعافي بخصوصيّة وسلام”.
كذلك، كتب جيمس ميدلتون، شقيق كيت، رسالة دعم مؤثّرة للأميرة على إنستغرام، قال فيها “على مرّ السنين، تسلّقنا معا الكثير من الجبال. وبصفتنا عائلة، سنتسلّق هذا الجبل معكِ أيضا”.
وعلى غرار تشارلز، لم تكشف الأميرة البالغة 42 عاما طبيعة السرطان الذي تُعانيه، لكنّها وصفت الأشهر الأخيرة الماضية منذ أن دخلت المستشفى بأنّها “صعبة جدا” لها ولزوجها وليام وأطفالهما الثلاثة.
وأضافت في مقطع فيديو صُوّر الأربعاء في قصر ويندسور، حيث يقيمون في غرب لندن، “في يناير، خضعتُ لعمليّة كبيرة في البطن في لندن، وساد اعتقاد حينها بأنّ حالتي غير سرطانيّة”. وأضافت “كانت العمليّة ناجحة. لكنّ الاختبارات التي تلت الجراحة أظهرت وجود السرطان”.
وتابعت “نصحني فريقي الطبّي بأن أخضع لدورة علاج كيميائي وقائي، وأنا حاليا في المراحل الأولى من هذا العلاج”.
وأوضح الأستاذ المساعد المتخصّص في علم الأورام لدى جامعة برمنغهام في وسط إنجلترا شيفان سيفاكومار، أنّ العلاج الكيميائي الوقائي يُعطى “بعد عمليّة لمنع تكرار ظهور” السرطان. وأضاف “إنّها محاولة لتدمير أيّ خلايا سرطانية قد تكون في الجسم”.
غياب
تُعدّ كيت شخصيّة رئيسيّة في العائلة المالكة، وتزوّجت من الأمير وليام عام 2011، علما بأنّها من النساء الأكثر شهرة في العالم.
وذكرت كيت أنّ شرح الوضع لأطفالها الأمير جورج (10 سنوات) والأميرة شارلوت (ثماني سنوات) والأمير لويس (خمس سنوات) و”طمأنتهم إلى أنّني سأكون بخير” قد استغرق وقتا.
وأضافت “قلتُ لهم: أنا بخير وأتحسّن كل يوم عبر التركيز على الأمور التي ستساعدني في التعافي بالنسبة إلى وضعي النفسي وجسدي ومعنويّاتي”.
وقالت كيت “في هذا الوقت، أفكر أيضا في كل الذين تأثرت حياتهم بالسرطان. (وأقول) لكل من يواجه هذا المرض، في أي صورة، من فضلكم لا تفقدوا الإيمان أو الأمل. أنتم لستم وحدكم”.
وأعلن مكتبها في قصر كينسينغتون أنّها “تركّز على التعافي الكامل” وستعاود تولّي مهمّاتها الرسميّة “فور سماح الفريق الطبّي لها بذلك”.
يُنظر إلى ويليام وكيت وأطفالهما على أنّهم الوجه الحديث للعائلة الملكيّة البريطانيّة ومفتاح مستقبلها، في وقت تواجه تراجعا للدعم لها في أوساط الشباب.
شوهدت كيت آخر مرّة في مناسبة عامّة يوم 25 كانون الأول/ديسمبر عندما انضمّت إلى الملك تشارلز الثالث وغيره من كبار الشخصيّات الملكيّة لحضور قدّاس عيد الميلاد.
وأعلن قصر كينسينغتون في 17 يناير أنّها ستمكث لمدّة تصل إلى أسبوعين في المستشفى وستقضي فترة نقاهة تستمرّ شهورا بعد خضوعها لجراحة في البطن.
ولم يكن متوقّعا أن تُعاود تولّي مهامها العامّة قبل عيد الفصح في 31 مارس، وفق ما جاء في البيان حينذاك.
ولم يكشف مسؤولو الشؤون الملكيّة حينها طبيعة حالتها، لكنّهم قالوا إنّ لا علاقة لها بالسرطان.
تشخيص تشارلز
جاء ذلك الإعلان قُبيل صدور بيان منفصل من قصر باكينغهام مفاده أنّ الملك تشارلز (75 عاما) سيخضع لجراحة لاستئصال ورم حميد في البروستات.
قضى بعد ذلك ثلاثة أيّام في مستشفى خاصّ وسط لندن. وأعلن مسؤولون لاحقا مطلع فبراير أنّ الاختبارات كشفت “شكلا من أشكال السرطان”، من دون تقديم تفاصيل إضافيّة.
وألغى الملك كلّ نشاطاته العامّة باستثناء الاجتماعات مع رئيس الوزراء والسفراء، وعمل على وثائق رسميّة بينما كان يخضع للعلاج. ومذّاك، التُقطت له صور عدّة وشوهد في الكنيسة.
لكنّ شائعات انتشرت على الإنترنت بشأن وضع كايت الصحّي ومكان وجودها. ولم تُشاهَد وهي تصل إلى المستشفى أو تُغادره. وشوهد ويليام يزور المستشفى مرّة واحدة فقط.
ازدادت الشائعات والتساؤلات يوم 11 مارس بعدما نشرت صورة لمناسبة عيد الأم اكتُشف لاحقا أنها مُعدّلة رقميا. وقدّمت كايت التي التقطت صورا رسمية عدّة وُزِّعت على الإعلام، اعتذارها في بيان بعدما اضطرّت وكالات إخباريّة عالميّة رائدة، لسحب الصورة.
وبعد أسبوع، نشرت وسائل إعلام بريطانيّة صورا جديدة للأميرة وهي تسير برفقة وليام في سوق قرب مقرّ إقامتهما في ويندسور.
وهذا الأسبوع، انتشرت أنباء عن محاولة محتملة للوصول إلى سجلات كايت الطبّية السرّية، ما استدعى تحويل الملفّ إلى هيئة مراقبة حماية البيانات في المملكة المتحدة.
ويليام سيواصل واجباته
وقال قصر كينزنجتون في لندن إن وليام سيواصل واجباته ويدعم زوجته في الوقت نفسه، كما فعل منذ الجراحة التي أجريت لها. وكانت والدة ويليام، الأميرة ديانا، قد لقيت حتفها في حادث سيارة حين كان عمرها 36 عاما فقط. وقال مصدر إن كيت كانت في حالة معنوية جيدة وتركز على شفائها.
لكن لن يحضر ويليام وكيت التجمع التقليدي لأفراد العائلة المالكة في قداس عيد القيامة في وندسور.
وكانت كيت أول امرأة من عامة الشعب تتزوج أميرا قريبا من اعتلاء العرش منذ أكثر من 350 عاما عندما تزوجت من وليام في عام 2011 وأصبحت منذئذ واحدة من أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية.
وعززت كيت ميدلتون، التي تزوجت ويليام في حفل زفاف خيالي عام 2011، شعبية الملكية البريطانية في جميع أنحاء العالم أكثر من أي ملكي آخر منذ الأميرة ديانا.
والأميرة هي الأكبر بين ثلاثة أبناء نشأوا في بيركشاير غرب لندن. ليس لدى عائلة ميدلتون خلفية أرستقراطية، وكثيرا ما أشارت الصحافة البريطانية إلى كيت على أنها “شخص من العامة” تزوجت من أحد أفراد العائلة المالكة.
التحقت كيت بمدرسة البنات الخاصة بكلية مارلبورو ثم جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، حيث التقت بويليام حوالي عام 2001. وباعتبارهما أصدقاء وزملاء في البداية ظهرت علاقتهما للعلن عندما تم تصويرهما معا في عطلة تزلج في سويسرا عام 2004.
وفيما يلي بعض الحقائق عن كيت، أميرة ويلز وزوجة وريث العرش البريطاني الأمير ويليام.