بقلم عماد حداد
تتعرّض القوات اللبنانية لضغوط من دون أن تنجح في الحد من اندفاعتها في خوض المعركة الإنتخابية بعيداً عن أي تغيير في خطابها السيادي والإصلاحي متحدّية منظومة الفساد والسلاح ومتّحدة مع الشعب اللبناني الذي يعاني من الإضطهاد المعيشي أضف إليه الإضطهاد السياسي المطعّم بالقضائي الذي يحاول محاصرة القوات في بيئتها الضيقة بمشاركة من بعض القوى السياسية والثورية التي من المفترض أنها تتمركز على الضفة نفسها إلى جانب القوات في المواجهة القادمة.
تخطو القوات خطواتها الثابتة تحضيراً للإنتخابات مقابل تعثّر قوى التغيير في إيجاد آلية مشتركة لمواجهة المنظومة بحيث انتقلت المنافسة إلى داخل تلك القوى بشكل أراح قوى المنظومة لتصبّ كامل قدراتها في مواجهة القوات كونها الخصم القادر على خربطة خريطة الأكثرية الحالية التي حاكت سيناريوهات مواجهة القوات على أساس انكفاء تيار المستقبل والنفخ في جمر الخلافات لإبعاد ناخبي المستقبل عن لوائح القوات وهذا الأمر لا يبدو أنه سيستمر طويلاً مع بروز مؤشرات تهدئة بين الطرفين، من الحكمة انتظار مآلها.
هذا الواقع بدأ يلقى صداه في صفوف الرأي العام ومنهم ثوار المطالب وليس ثوار المناصب، ومع بروز أسماء شخصيات من صلب المجتمع المدني بالتحالف مع القوات، بدأت موجة نزوح إذا جاز التعبير باتجاه لوائح القوات اللبنانية كبديل مجرّب وناجح سواء في ممارسة السلطة أو في المعارضة مع ملاحظة أن استقالة بعض النواب بعد تفجير مرفأ بيروت لم تؤدِّ إلا إلى إراحة السلطة باعتراف النواب المستقيلين أنفسهم بشكل غير مباشر بعدم تطرّقهم إلى استقالتهم واستثمارها في حملاتهم الإنتخابية.
نقاط القوة التي تراكمها القوات اللبنانية التي حوّلت الإستهداف الذي تتعرّض له إلى وقود لتزخيم انطلاقتها وتصميمها على المواجهة، لم تبلغ بعد حدّها الأقصى، وفي تعداد سريع لعناوين تلك النقاط، نذكر منها:
أولاً، مشاركتها في حكومتي الرئيس سعد الحريري في هذا العهد أثبت وزراء القوات خلالها نزاهة وكفاءة وشفافية في إدارة شؤون وزاراتهم من دون أن تتلطّخ سمعتهم بشبهات الفساد.
ثانياً، إستقالتهم من الحكومة ساهمت في منح الثورة الزخم المطلوب لبقائهم في الشارع وزعزعة أسس المنظومة باستقالة الحكومة.
ثالثاً، مشاركة القواتيين في فعاليات الثورة شكّلت عاملاً حاسماً في مدّها بالزخم الشعبي المطلوب من جهة، ومن جهة أخرى حماية نقاط التجمّع في أماكن تواجدها من البلطجة التي مارستها قوى المنظومة في مناطق أخرى.
رابعاً، الإنقسام والتردد في صفوف مجموعات الثورة أدى إلى إضعاف الآمال المعقودة عليها، مقابل ثبات القوات في طرح عناوين المواجهة وتحديد طرفها الآخر المتمثل بمنظومة الفساد والسلاح مقابل تجديد ثقتها بقدرة الشعب اللبناني على التمييز بين الصالح والطالح، والقادر والعاجز.
خامساً، نجاح القوات في تجاوز العقبات المفتعلة وعدم الوقوف عند بعض التفاصيل لمصلحة العناوين الرئيسية.
سادساً، الحضور القواتي الكثيف على أرض المعركة الإنتخابية الذي شكّل موجة شعبية مؤيدة لهذا الحراك مقابل كسل القوى التغييرية والتهائها بجنس الملائكة تاركين شياطين المنظومة يسرحون في تقديم الرشاوى الإنتخابية ومحاصصة المقاعد والمواقف.
كل ما سبق ذكره من إيجابيات تصب في مصلحة القوات في الداخل يمكن تعميمه على مصدر قوة لا يستهان به في الخارج بين صفوف المنتشرين البعيدين نسبياً عن الصغائر ليجدوا في مواقف القوات الموزونة والمتوازنة على أنها الطرف الأكثر واقعية وقدرة وأحقية في منحها الثقة مع تسجيل نسبة كبيرة من انضمام المنتشرين المؤيدين للثورة إلى الجهود التي يبذلها الإنتشار القواتي المنظّم والفاعل لاستقطاب أصوات الإنتشار لمصلحة مرشحي القوات وحلفائها الأمر الذي سيكون له الأثر الكبير مع الإقتراب من موعد فتح صناديق الإقتراع.