بقلم عماد حداد
لم تتأخر قيادة "القوات اللبنانية" في بدء الإعلان عن مرشحيها في العديد من الدوائر فيما سائر القوى والشخصيات الحزبية والمستقلة ما زالت تبحث في جنس الملائكة وعلى الأخص مجموعات الثورة التي ما زالت تتخبط في انقساماتها وتحالفاتها رفضاً لهذا وقبولاً بذاك من دون التوصل حتى الآن على بعد أربعة أشهر من الإنتخابات إلى التوصّل لتصوّر أولي يمكنها معه الخروج إلى الضوء. في مقاربة أجراها ناشطون في الثورة للأجواء العامة التي ترافق التحضيرات، أثنى الحاضرون على الحركية القواتية وتجاوبها مع المزاج الشعبي الطامح للتغيير، ولا يمكن في هذا المجال إلا الإشادة بجرأة القوات بمعزل عن هوية المرشحين وحركتها التي تدل على استقلالية في اتخاذ قراراتها وإعلانها والأهم أن القواعد القواتية التي ساهمت بكثافة بفعاليات "١٧ تشرين" تبدي رضاها وحماستها وتصميمها على خوض الإنتخابات سعياً للتغيير المنشود. وأضافت أجواء الناشطين بأن الثقة بالقوات تزداد في صفوفهم لأسباب عديدة، منها: - عدم ثبوت أي شبهة على القوات التي شاركت في السلطة لفترة وجيزة ساهمت خلالها في منع الكثير من الصفقات بإصرارها على موافقة دائرة المناقصات على كافة المشاريع ومنها على وجه الخصوص مناقصات وزارة الطاقة. - الهجوم الشرس الذي تعرّضت له القوات من بعض مجموعات الثورة وكل المنظومة الحاكمة من دون أن تُخدَش سمعتها ولا رضوخ القوات للهجمات طلباً للسترة، بل حافظت على مواقفها وهذا دليل ثقة ونزاهة. - سعي القوات الدائم لقيام الدولة وإحياء مؤسساتها حتى بوجود القوات خارج السلطة والأمثلة كثيرة في هذا المجال، وآخرها موقفها من مسألة فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي بحيث ربطت موافقتها بعودة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد لتسيير شؤون المواطنين بالحد الأدنى. - تسمية مرشحي القوات لاقت استحساناً لدى القواتيين لناحية المزج بين المخضرمين والوجوه الجديدة والتنوع الذي أرضى العديد من الثوار كون هذه الشخصيات تحظى باحترام كبير وسيرة ذاتية تؤهلهم لتمثيل الناس. فهل تترجم هذه الثقة تعاوناً انتخابياً بين بعض المجموعات الثورية و "القوات" أم يستفيد أهل السلطة من الشرذمة لتكريس مواقعهم وسطوتهم ونهجهم الذي أودى الى الانهيار غير المسبوق؟