هي فترة الانتخابات النيابية وفيها تكثر الشعارات الإنتخابية والمهرجانات، إنما هذه الدورة تضم ثالث أطراف بالشكل متمثّلة بطرفي الموالاة والمعارضة والطرف الثالث هو الطرف الثوري المنتفض الذي يحاول فرض نفسه على الحياة السياسية، إلا أن هذا الطرف بات يتضح أنه بالمضمون وبالحقيقة منقسم على ذاته في تناقض واضح يظهر انقساما في الطروحات واللوائح، وهذا أيضا ما تكشفه المهرجانات الإنتخابية لهذه القوى التي تستفز عددا كبيرا من جمهور التغيريين. فبعد المهرجانات التي أقامتها بها مجموعات من مناطق عدة، نشرت صفحة “ثورة الحق-ثورة لبنان الشريفة” منشورا ينتقد ويسائل هذه المجموعات المتحالفة مع “مجموعة “منتشرين” الذين ثبت فسادهم وعلاقاتهم المشبوهة مع قيادات حزبية” بحسب قولهم، طارحين سؤال “من أين لكم هذه الأموال الإنتخابية والمواطن بالكاد يحصل على الفتات من أمواله؟! “، إضافة إلى ذلك شددوا على أن هذه المجموعات لا تمثل سوى نفسها “ولستم سوى إمتدادا للفساد”، وفي السياق ذاته وجهت الصفحة رسالة إلى هذه المجموعات ” التي تسمي نفسها ثورية أو جماعات الاحزاب المعارضة و بولا بعقوبيان وغيرهم:مهما دفعتم من اموال انتخابية ومهما كذبتم وحاولتم تلميع صورتكم، الناس لم تعد عمياء بل ستحاسبكم قبل الفاسدين في صناديق الاقتراع وغيره”.هذا التخبط وغيره الكثير مما يتظهر على القنوات ومواقع التواصل الإجتماعي يعكس هشاشة العلاقة بين معظم المجموعات الثورية، وينعكس سلبا على نظرة العديد من المواطنين تجاه صدق وشفافية هذه المجموعات، فهل ستصلح المجموعات الثورية كل هذا “العداء” داخلها، أم ستبقى على هذا المسار وتخلق لها خصوما جدد في المجتمع اللبناني؟!
