لم يعد يخفى على أحد من اللبنانيين ومن العرب ومن الغرب ما يحمله حزب الله من عقيدة وفكر ومشروع حكم .
لقد قيل الكثير وتاكد المؤكد منذ الثورة الاسلامية في ايران وقيام دولتها وإدراج مادة في دستورها بالزامية دعم تصدير الثورة الاسلامية لدول العالم وإقامة الجمهوريات الاسلامية في هذه الدول تحت قيادة الولي الفقيه في ايران.
لم يحِد حزب الثورة الاسلامية في لبنان اي الفرع اللبناني للثورة في ايران يوما عن هذه العقيدة وتلك الممارسة منذ النشأة وحتى كتابة هذه السطور …وما “التمظهرات” المدنية الظرفية والانفتاح الشكلي الا من أدوات التجميل ومن باب الترويج لدس السم في العسل ليس أكثر.
لقد سمعنا وشاهدنا النائب في كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن يتحدث بلغة غاندية علمانية سيادية وحتى عصرية في تاريخ ٢٥ تشرين الثاني 2023 حتى يخال المرء نفسه امام احد قوى 14 آذار او حتى امام منظّر أوروبي معني بحقوق الانسان او خبير دستوري مختص بفصل السلطات واقامة دولة القانون باستقلال كلي عن تأثير الدول وحملة السلاح من الميليشيات المحلية او الفيالق الاقليمية.
-لقد قال الحاج حسن:”حزب الله يريد ان يكون هناك دولة حقيقية”
والدولة الحقيقية في المفهوم العام والحقيقي هي ان تكون حرة وسيدة ومستقلة تمارس حريتها بعيدا عن الضغوط والفيتوهات وسيادتها على كامل أراضيها بقواها الشرعية دون غيرها ومستقلة عن كل التأثيرات الخارجية بقراراتها المصيرية وأهمها قرار السلم والحرب.
-يقول النائب الحاج حسن:”من مصلحتنا ان تكون الدولة حاضرة وقوية وليست ضعيفة”
ولكن من يمنع الدولة من ان تكون حاضرة وقوية في مناطق نفوذ حزب الله في الضاحية الجنوبية ورويسات الجديدة والزعيترية الفنار ولاسا في جبيل وبعلبك والهرمل وخط انتشار الجيش في جنوب الليطاني وغيرها من المناطق العصية على الدولة الممنوعة من ممارسة دورها؟
-يعزو عضو كتلة الوفاء للمقاومة ضعف الدولة وغيابها لتكوين لبنان الطائفي والمذهبي”
وهنا يتجاهل النائب المذكور وعن عمد ما يقوم به حزب الله مع حليفته حركة أمل من ممارسة لهيمنة “مذهبية” وبقوة السلاح او وهجه ليفرض على الشركاء رئيسا لمجلس النواب ووزيرا للمالية وحاكما بالإنابة لمصرف لبنان وحتى رئيسا للجمهورية على ما صرح به النائب نواف الموسوي في 13 شباط 2019 ومن مجلس النواب عن ان “بندقية الحزب قد اوصلت فخامة الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا”…وكذلك في ما قام به وبالقوة وتحت التهديد بتعطيل السلطة القضائية و”القضاء” على استقلاليتها
يقول الحاج حسن:”ويزعمون ان حزب الله يريد اقامة دولة اسلامية في لبنان وهذا غير صحيح”
في حين ان العقيدة والممارسة والبيانات والخطابات والكتابات والكتب الصادرة عن حزب الله وقياداته تؤكد ان هذا “الزعم” ما هو الا “توصيفا” دقيقا لحقيقة وهوية الحزب الاسلامي الشيعي الإثني عشري المؤمن والملتزم بولاية الفقيه المطلقة.وخير رد على تأكيد ما “يزعمون” هو في ما
ورد في كتاب نائب أمين حزب الله الشيخ نعيم قاسم
“حزب الله المنهج – التجربة – المستقبل”..في الفصل السابع الصفحة 370:”الحزب إسلامي قبل أن يكون مقاوماً”
كذلك في ما ورد على على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله
في 13 آذار 2018 اذ كشف أن “مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني”
اما في الرد على قول الحاج حسن “والبعض يتحدث عن ان حزب الله يريد فرض نمط عيش،هل فرض أحد نمط عيش على الآخر؟”
نحيل اولا النائب على وزير الزراعة حسين الحاج حسن نفسه والذي قاطع مهرجان النبيذ في بيروت والذي امتد من 30 ايلول وحتى 4 تشرين الأول من العام 2013 وقام وزير الزراعة بالوكالة يومها جبران باسيل برعايته للمهرجان مكانه.
دون ان ننسى تحريم الاغاني والحفلات في مناطق نفوذ الحزب وحتى في الجامعة اللبنانية الوطنية وحرق وتفجير المطاعم ومحلات بيع الخمور والملاهي الليلية في مناطق نفوذ الحزب كذلك البيانات التي تتستر بجمعية “الامر بالمعروف والنهي عن المنكر” التي تهدد وتتوعد مخالفي الشريعة الاسلامية بالثبور وعظائم الامور.
وأخيرا ولتفسير المناورات الكلامية للنائب حسين الحاج حسن المكشوفة نحيل القارىء الى ما “تُفتي” به عقيدة حزب الله والتي وردت على لسان حسن نصرالله بقوله في 16 شباط 2016
“نحن في حزب الله دائماً لدينا ما نُخفيه وهذا جزء من عقيدتنا”