اللبنانيون يخزّنون مدخّراتهم في البيوت…و"راجح الكذبة" حيّاً يُرزق

IMG-20230515-WA0022

" القصة قصة ثقة…"، هي عبارة تختزل ما يعانيه اللبنانيون لناحية إيجاد "البديل الآمن" عن المصارف لإيداع مدخّراتهم، سواء أكانت أموالاً نقدية أو مجوهرات أو وثائق ومستندات بالغة الأهمية، إذ بات إنقاذ ودائعهم هو الأولوية لأن الناس لم تعد تبحث عن الربح، بل أقصى ما تريده هو حفظ مدخّراتها مهما كلّف الأمر.
ظاهرة تهافت اللبنانيين على شراء الخزنات الحديدية وتركيبها في منازلهم لتخبئة أموالهم بدأت تزدهر منذ نحو ثلاث سنوات تقريباً، أي مع بدء الأزمة المالية التي دفعت بالبلد الى حافة الانهيار والإفلاس، وبعد أن وضعت المصارف ضوابط تحت خانة " تعاميم "على السحوبات النقدية، مع إجراءات مشدّدة تمنع المودعين من سحب أموالهم، وصعوبة تأمين السيولة في المصارف في كثير من الأحيان، ما دفع بعدد من المودعين الى خيارات بديلة كان في مقدّمها شراء الخزنات الحديدية بمختلف الأنواع والأحجام والأوزان لحفظ مدخّراتهم في المنازل.
أحد الخبراء الاقتصاديين يقدّر حجم أموال اللبنانيين ومدخّراتهم المخزّنة في البيوت بنحو 10 مليارات دولار، علماً أنه قبل الأزمة كانت المصارف هي من أبرز الزبائن لناحية شراء الخزنات، ليتحوّل المودعون بعد العام 2020 الى طليعة الباحثين عن الخزنات الآمنة، بحيث ارتفعت نسبة الشراء بين الأفراد الى 70% قياساً بالفترة القصيرة السابقة، فما هي أنواع هذه الخزنات ومواصفاتها المطابقة للأمن والأمان؟
على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتوالى الإعلانات المبوّبة التي تفنّد أنواع الخزنات المتوفرة في الأسواق ومميزاتها وأسعارها التي تتراوح بين 25 دولاراً الى أكثر من 3 الآف دولار.
الإعلانات تتحدث عن خزنة حديد مع كود ومفتاح تُثبّت على الأرض أو في الحائط، وثانية digital مع مفتاحين أو مع شاشة، إضافة الى خزنات ضد الكسر والحريق والرصاص والرطوبة، وأخرى عازلة للماء أو مصفّحة بالباطون المسلّح، مع ذكر بلد المنشأ مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا على سبيل المثال لا الحصر، كما تتضمن الإعلانات الإشارة الى إمكانية توفير " خدمة التركيب"، واللافت أن بعض هذه الإعلانات تتحدث عن توفر خزنات مستعملة للبيع و" بحالة جيدة".
الخزنات الحديدية تحوّلت الى ملاذ آمن للمودعين اللبنانيين الذين قد يذكر بعضهم ما كتبه الأخوان رحباني في إحدى مسرحياتهما الفنية الخالدة "…يا مصرياتي …يا جنى ديّاتي…وين بدي خبّيكن من درب راجح…" الذي كان كذبة في مسرح الرحابنة، لكنه مع الأسف أصبح حقيقة مؤلمة ومريرة في واقع ويوميات اللبنانيين الذين حُوصرت أموالهم في المصارف…. فضاع جنى العمر….

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: