Search
Close this search box.

خليفة لـLebTalks: لا أقبل أن أعيش في كانتون شيعي في ظلّ ثقافة “الحزب”

WhatsApp Image 2024-01-17 at 7.58.59 PM

كتبت سيينا قندلفت
تميّزت حركة “تحرُّر” التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر، بدينامية لافتة وطروحات متقدّمة داخل البيئة
الشيعية المعارضة. فتبنّت الحركة مشروع الدولة الحديثة بما يعكس تطلّعات جيل الشباب من مؤسّسيها، والنظام الليبرالي في الإقتصاد بما يتمايز عن المعارضات اليسارية. واستطاعت الحركة جمع عدد من وجوه المعارضة الشيعية، من رجال دين وناشطين سياسيين واجتماعيين وصحافيين وسياسيين سابقين، في نشاطات دعت إليها الحركة، ومنها مؤتمر بعنوان “اللبنانيون وثقافة المواطنة”. كما قامت بمروحة زيارات في المناطق والتقت عدداً من المسؤولين في الأحزاب ذات التوجهات السيادية.

اسئلة:

  • هل انتم حركة شيعية؟
    نحن حركة تؤمن ان الاعتراض داخل الطائفة الشيعية واجب الوجود. هذا لا يعني ان هذا الاعتراض هو حكرٌ على الشيعة وحدهم، بل هو في الوقت عينه جزء من مشهد وطني جامع ومشروع شامل.
  • هناك معارضون، من الشيعة وغير الشيعة، لا يقبلون الصبغة الطائفية الشيعية لحركتكم…
    كل هؤلاء لا يقرأون الواقع الاجتماعي كما هو ويعيشون في النكران. يعتقدون ان عدم الاقرار بالانتماء الطائفي، الموجود في الواقع الاجتماعي، يلغي الطائفية. وهذا وهم. بل إنه أكثر من وهم ويوقع في التناقض. فمعظم هؤلاء الذين اعترضوا على الصبغة الشيعية لحركتنا، طالبونا بإعادة تشكيل إطارنا وتنويعه بانتماءات طائفية أخرى… أي أن نكرانهم للحالة الطائفية في الواقع الاجتماعي يمرّ حكمًا بالمعيار الطائفي ذاته لاصطناع مشهد متنوع طائفيًا في الشكل… وهذا أكبر تناقض يقع فيه كلّ هؤلاء… سأقول لك شيئًا: نحن في حركة “تحرُّر” نقارب الموضوع الديني بشكل متقدّم أكثر من كل هؤلاء؛ إذ إننا نعتبر التديّن خيارًا فرديًّا فلا نحمّل الدين أي مشروع سياسيّ يتوسّل السلطة. والعلمانية التي ننادي عليها لا تنكر وجود الدين في المجتمع ومساهمته كعامل ثقافي يجدر التعاطي معه من هذا المنظور.
  • هل تسعون لتوحيد كل المعارضين الشيعة معاً؟
    أنا لا أعلم إذا كان ذلك ممكنًا. ولكنّي لستُ مع توحيد المعارضة الشيعية بالمطلق. هذا الأمر يخدم حزب الله. لأنّنا إذا افترضنا تجميع أكبر عدد من الشخصيات الشيعية على قاعدة مناوءة حزب الله، فهل هذا كافٍ؟ ماذا سيجمع كل هؤلاء غير مخاصمة الحزب؟ وإذا ما انطلقنا إلى مستوى أعلى من النقاش حول المشروع السياسي لكل هؤلاء، سوف لن يتفقوا إلا بالخطوط العريضة، وبالسقوف التي تتلاءم مع الجميع وتأخذ بالاعتبار عوامل ضغط كثيرة. الأمر الذي يجعل خطاب المعارضة الشيعية الموحدة بسقف أدنى من خطاب حركة “تحرُّر” على سبيل المثال، فيرتاح حزب الله لوجود معارضة شيعية موحدة بعناوين تفتقر للفكر السياسي والطروحات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية المتكاملة. وأخيرًا هناك شخصيات شيعية أصبحت عبئًا على حالة الإعتراض الشيعي الناشئ وتسعى لإعادة تعويمها على الرغم من ضعف مصداقيتها أو بطبيعتها المشابهة للنمط السائد في الحكم وإن كانت خارجه.
  • في حركة “تحرُّر” تتحدّثون عن مواجهة شاملة في السياسة والثقافة والمجتمع… وتتحدّثون عن مواجهة التشيّع الصفوي؟
    يكفي النظر إلى مآذن الجوامع التي تشيّد اليوم على الطراز المعماري الصفوي في الجنوب لندرك مدى تغلغل التشيع الصفوي الذي يشبه المجتمع الإيراني أكثر مما يشبه تشيّع أهل جبل عامل. التشيّع الايراني على الرغم من العلاقة التاريخية مع علماء جبل عامل إنّما اكتسب خصوصيات تشبه المجتمع الايراني منذ قيام الدولة الصفوية. والتشيّع الصفوي اخترع طقوسًا وعادات تبتعد عن التديّن كخيار فردي، فيصبح نظام حكم ومشروعًا اجتماعيًا ومنظومة ثقافية محكمة تعيد إنتاج الحكم على صورته ومثاله. التشيع الصفوي بهذا المعنى هو أداة استقرار النظام… وشعائره تسعى لتثبيته وتعميم سردياته.
  • تعترضون أيضاً على ولاية الفقيه أليست ولاية الفقيه مسألة في العقيدة؟
    نعترض على الولاية العامة للفقيه التي هي في الحقيقة مشروع سياسي إيراني، اكثر من كونها ايمان او معتقد ديني للشيعة. بل لا اجماع للشيعة حولها. ما يجعلها مشروع سلطة ونفوذ وذات خصوصية ومآرب مرتبطة بالمجتمع الايراني ونظام الحكم فيه. وإسقاطها من قبل حزب الله على الشيعة اللبنانيين اغتيال للهوية الثقافية للشيعة اللبنانيين ولتاريخهم السياسي والاجتماعي.
  • تعترضون على صيغة “الطائفة المقاوِمة” و”الفصيل المقاوِم”؟
    نعم، لأن المقاومة ردة فعل على وجود محتل وهي داخل الحدود السياسية للدولة. المقاومة لا تكون حيث لا يجب أن تكون، أي خارج حدود الدولة، كما فعل حزب الله في سوريا واليمن… والمقاومة ليست ذات صبغة دينية… المقاومة الإسلامية ليست مقاومة. هي مشروع بأجندة مختلفة عن الأجندة الوطنية.
  • هل حركة أمل مقاومة برأيك؟
    الإمام السيد موسى الصدر أنشأ أفواج المقاومة اللبنانية، لا المقاومة الاسلامية، ولم يربط اجندتها بإيران. ولكن خيارات حركة امل اليوم ملحقة بحزب الله…
  • ما هي الأحزاب الأقرب إلى مشروعكم السياسي؟
    الأحزاب السيادية وقوى المعارضة المجتمعة على استعادة الدولة ووحدة الوطن.
  • هناك دعوات تتكاثر في الآونة الأخيرة حول الفيديرالية؛ ما موقفكم منها؟
    نحن منفتحون على مناقشة كافة الطروحات المتعلّقة بمستقبل النظام السياسي مع تبنّينا الكامل لنهائية الوطن اللبناني وعملنا الملتزم تحقيق مشروع وحدة الشعب. إنّي اعتقد ان الفيدرالية تلتقي في نصف الطريق مع ما أخذنا إليه حزب الله مكرهين من خلال سلوكه على مدى اربعة عقود من الآن. انا لا ارفض الفيدرالية كنظام حكم، بل ارفضها في لبنان لأنها ستجعل الشيعة الليبراليين في مواجهة حزب الله وحدهم. الفيديرالية المطروحة في لبنان على اساس مذهبي ارفضها؛ فأنا الشيعي لا اقبل ان اكون في كانتون شيعي، ولا اقبل ان تكون كلمة الفصل في هذا الكانتون الشيعي لحزب الله وثقافة حزب الله وسلوك حزب الله؛ ومواجهة حزب الله يجب ان تكون بمشروع وطني جامع يضمّ بالضرورة معارضين شيعة لحزب الله في السياسة وفي الثقافة وفي المجتمع.
  • ما رأيكم بالمواجهات العسكرية التي بدأها حزب الله في جنوب لبنان على إثر “طوفان الأقصى”؟
    أعلنّا عن موقفنا في بيانات عديدة صدرت عن حركة “تحرُّر”. نحن نعتبر أن حزب الله يلعب أوراقًا خطيرة عبر استدامة المواجهات العسكرية في الجنوب، بشكل مباشر أو بالواسطة عبر تنظيمات مسلّحة آخرها كتائب العزّ الإسلامية. هذه المواجهات قد تنقلب في أي لحظة إلى حرب غير محسوبة وغير متكافئة، لا منفعة منها للفلسطينيين في غزة ولا تجلب سوى الضرر والأذى والدمار للبنان واللبنانيين كرمى لمصالح إيران في المنطقة وتحصيلها للمكاسب والنفوذ.
  • ماذا سيفعل حزب الله برأيكم بعد انتهاء الحرب في غزة؟
    سيعود إلى مشاغلة اللبنانيين حول المثلية الجنسية… لا أعلم! حزب الله يؤجّل ويسوّف حول ما يريده بالفعل لأن أجندته خارجية، تمويله خارجي، اهتماماته خارجية. فهو لا يتورّع عن الإمعان في تفريغ النظام ومؤسساته وتجويف الممارسات السياسية دون أن يرف له جفن. إذا ضعفت الدولة يقوى حزب الله. منذ التحرير عام 2000، حزب الله يحتلّ الدولة والنظام السياسي اللبناني وكلّ سلطات القرار. توجد دولة رمزية ضعيفة وبموازاتها دولة حزب الله العاتية وغير الشرعية. ما الأفق لذلك؟ هل يسعى حزب الله لتأبيد سلاحه وتشريعه؟ أو يريد مكاسب في النظام السياسي اللبناني؛ إنّي أعتقد أن دوائر حزب الله الضيّقة لا تؤمن باتفاق الطائف ودستوره الجديد للجمهورية الثانية. ولكني لا أعلم ماذا يريدون بديلاً عنه.
  • وأنتم ماذا تريدون وماذا ستفعلون؟
    حركتنا من أجل لبنان. نريد لبنان دولة حديثة ليبرالية. وكل ما يتوافق مع مبادئنا المعلنة سنفعله ونسعى إليه كلّما استطعنا إلى ذلك سبيلاً…
المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: