عمّمت وزارة المالية اللبنانية لمحة موجزة عن مركز المساعدة الفنية للشرق الأوسط (METAC)، التابع لصندوق النقد الدولي، ودوره الحيوي في دعم الإصلاحات الاقتصادية في المنطقة، مع الإضاءة على العلاقة التي تربط لبنان بهذا المركز منذ تأسيسه عام 2004. ويأتي هذا بالتزامن مع انعقاد أعمال اللجنة التوجيهية لـMETAC اليوم في القاهرة.
وأشارت الوزارة إلى أن المركز، الذي يُعد جزءًا من شبكة المراكز الإقليمية لصندوق النقد الدولي حول العالم، يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر تقديم الدعم الفني والتدريب وبناء القدرات في المجالات الاقتصادية الأساسية، بما يتيح لهذه الدول تنفيذ إصلاحات فعالة ومستدامة وتحقيق استقرار مالي واقتصادي طويل الأمد.
يشمل دعم METAC خمس مجالات رئيسية تمثل الأعمدة الأساسية للاستقرار الاقتصادي:
1. إدارة المالية العامة: من خلال دعم إعداد الميزانية، تحسين الإنفاق العام، وتعزيز الشفافية.
2. إدارة الإيرادات: تطوير إدارات الضرائب والجمارك، وتحسين الامتثال الضريبي.
3. الإحصاءات الاقتصادية: رفع جودة ودقة البيانات بما يتماشى مع المعايير الدولية.
4. الرقابة المصرفية: تعزيز الأطر الرقابية لحماية النظام المالي.
5. السياسات النقدية والمالية: تحسين أدوات السياسات النقدية وإدارة السيولة.
ويضم المركز في عضويته دولًا عدة من بينها: لبنان، مصر، العراق، الأردن، ليبيا، السودان، سوريا، اليمن، والضفة الغربية وقطاع غزة. ويعمل بشكل وثيق مع هذه الدول لتحديد الأولويات الوطنية وتقديم الدعم الفني المناسب لكل حالة.
يعتمد METAC في عمله على بعثات ميدانية يشارك فيها خبراء دوليون، بالإضافة إلى ورش عمل إقليمية وتدريب متخصص وتبادل خبرات بين الدول الأعضاء. وقد لعب المركز دورًا بارزًا في دعم الدول التي تواجه أزمات أو نزاعات، مساندًا إياها في الحفاظ على مؤسساتها وتعزيز قدراتها رغم التحديات.
تلعب اللجنة التوجيهية للمركز دورًا محوريًا في رسم السياسات العامة وتحديد التوجهات الاستراتيجية. وتتألف من ممثلين عن الدول الأعضاء، والجهات المانحة، وصندوق النقد الدولي. وتشرف على التخطيط السنوي، وتقييم الأداء، وتضمن توافق الدعم الفني مع أولويات الدول المعنية، بما يعزز مبدأ الشراكة والملكية الوطنية.
ويُعقد الاجتماع السنوي للجنة التوجيهية هذا العام في جمهورية مصر العربية، تأكيدًا على التزام دول المنطقة المشترك بالإصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة، وفرصة لتبادل الخبرات واستعراض قصص النجاح والتحديات المشتركة.
يُعد مركز METAC نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي والدولي في مجال بناء القدرات الاقتصادية والفنية، فيما تشكل اللجنة التوجيهية عنصرًا أساسيًا في ضمان استمرارية هذا الدور الحيوي. ومن خلال الشراكة بين الدول الأعضاء، وصندوق النقد الدولي، والجهات المانحة، يواصل المركز المساهمة في استقرار ونمو اقتصادات المنطقة.