✒️ كتب مازن مجوز
من المعرف أن القاعدة الأولى فى السياسة هي المصالح وليست المبادىء (الأخلاق أو المثاليات)، وإذا نجحت جهة أو دولة في الجمع بين الإثنتين يكون ذلك أمرا جيداً جداً، لكنه نادر الحدوث إلى حد كبير. لذلك فإن عملية فهم وتفسير السلوك الدولي هي عمليه غير سهلة، لما تتضمنه من متغيرات كثيرة تؤثر على طبيعة المعادلة.
ومن هنا تسعى كل دولة في العالم إلى تحقيق مصلحتها بالدرجة الأولى، وفي هذا السياق تعلق مصادر متابعة على ملف المفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية قبل انطلاقه منتصف الشهر الجاري أنه وفي السياسة الدولية هناك ما يسمى بالواقعية Realism ، لافتة إلى أنه يتوجب على لبنان الدخول وبعمق في هذه الواقعية كي ” نفهم أين نحن بالضبط ؟ وأنه من الخطأ أن لا ندرك مصادر قوتنا، وأن نفكر بأننا أقوى مما نحن عليه، كل ذلك كي نعرف كيف علينا أن نتحرك في هذا الملف، وإلا سنخسر فرصة جديدة تضاف الى تاريخ لبنان الذي هو مجموعة من الفرص الضائعة ولا يزال .
وتكشف المصادر أنه من الخطأ أن نقرأ الحماسة الأميركية لترسيم الحدود البحرية بأنها تهدف إلى الخروج بالحلول للمنطقة المتنازع عليه ( البلوك رقم 9 ) لأن قواعد اللعبة الأساسية هنا هي موافقة لبنان على الشراكة في خط أنابيب الغاز الطبيعي بين إسرائيل وأوروبا ، فيما تحرص تركيا على نقل الغاز اللبناني والسوري عبر البر إلى خط ” تركش ستريم” ومن ثم إيصاله الى اوروبا وهذه الطريق الأكثر منطقية للبنان.
وتختم المصادر أن أبرز من سيعارض هذا التوجه هو ” الاميركي ” لأنه يحرص وبشدة على كسر الإحتكار الروسي في أوروبا ( تأمين الغاز لها )، من خلال خط الأنابيب “إيست ميد”، الذي وافقت إسرائيل على إنشائه لنقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا من إسرائيل عبر قبرص واليونان، وهو أعلى من حيث التكاليف المادية والإقتصادية والسياسية على لبنان، دون أن ننسى أن هذا يتطلب الشراكة مع العدو الإسرائيلي فيما الثاني يتطلب الشراكة مع تركيا. فإلى حينه مع من سيقرر لبنان الدخول بالشراكة في نقل غازه إلى أوروبا ؟ وماذا سيكون الموقف الأميركي آنذاك من الشراكة التركية – اللبنانية – السورية في ملف الغاز ؟