مع اقتراب جولة المحادثات الجديدة التي يجريها الموفد الأميركي توم براك في بيروت الثلثاء المقبل، حيث سينقل فيها إلى المسؤولين اللبنانيين الجواب الإسرائيلي على الورقة الأميركية التي تضمنت ملاحظات لبنانية للسير بمبدأ "خطوة مقابل خطوة"، أشار مصدر سياسي إلى أن "إسرائيل تقارب الأمور بمنطق الرابح في الحرب الأخيرة".
كما أقرّ بـ"قساوة الشروط الإسرائيلية على لبنان، وأن القيادة السياسية الحالية لا تملك الكثير من الأوراق للتفاوض من خلالها، ذلك ان البلاد ترزح تحت أعباء اقتصادية وانهيار مالي وانعدام في خدمات حيوية كالكهرباء والمياه وغيرهما، فضلاً عن إعادة إعمار مطلوبة في غياب الأموال والدعم الخارجي المشروط بحصرية السلاح وسيادة الدولة اللبنانية على أراضيها كاملة."
وفي هذا السياق، قال مصدر نيابي: "لا يمكن الركون إلى إسرائيل بطبيعتها العدوانية. غير أن التوجه الأميركي بإحداث خرق في موضوع الحدود والانسحاب، وبدعم وإجماع من اللجنة الخماسية الدولية (السعودية وقطر ومصر والولايات المتحدة وفرنسا) يساعد في فرض خطوات مقابلة من قبل حكومة بنيامين نتنياهو حول الانسحاب الإسرائيلي من المواقع المحتلة ولو بشكل جزئي، بحيث يكون استكماله مرتبطاً باتفاق شامل حول القضايا الموضوعة على طاولة البحث والنقاش، ومنها وقف العدوان، مع الاتجاه إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة وضمن فترة زمنية محددة، في إطار تنفيذ البنود التي تنص عليها الورقة الأميركية."
كذلك، لفتت مصادر أخرى إلى أن "حركة الاتصالات الأميركية المقبلة، ستسهم في إيضاح الصورة أكثر، والتأكيد على ثبات الموقف اللبناني لجهة الحل، ما يزيد الدعم من المفاوض الأميركي الذي يتبنى الموقف اللبناني في مواجهة المراوغة والسلبية المعتمدتين من قبل إسرائيل منذ وقف إطلاق النار قبل تسعة أشهر".
أضافت المصادر: "الاهتمام الأميركي من خلال تعدد الوفود وحجمها غير المسبوق إلى لبنان أو إلى أي بلد إقليمي آخر، عزز الاعتقاد أن الأمور تتجه نحو تكريس حل يضع حداً لفترة المراوحة والسجال وعدم الاستقرار اللبناني على مدى عقود، وما تخللها من حروب تعيد البلاد إلى نقطة الصفر، إضافة إلى ما تحصده من ضحايا ودمار."