كتبت لميا شديد في info3
يعيش اللبنانيون مخاوف جدية من انزلاق لبنان نحو معركة شاملة، شبيهة بحرب تموز 2006، مع يحمل ذلك من تداعيات إقتصادية على بلد يعاني أزمة نقدية ومالية لم يعرفها في تاريخه.
وتتجه الأنظار إلى الجنوب وإلى ما ستؤول إليه التطورات وتوسع الحرب خصوصا أن السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات ومنها قرار دخول ساحة الحرب مع يحمله ذلك من انعكاسات سلبية على كافة القطاعات بما في ذلك القطاع الاقتصادي.
واليوم، بدأت تطرح علامات الاستفهام حول واقع القطاعات المنتجة في لبنان وقد بدأت معالم المخاوف تظهر جلياً على القطاع السياحي بالدرجة الأولى مع بدء إلغاء الحجوزات وجدولة الرحلات فكم بالحري على الوضع الاقتصادي المأزوم أصلا في لبنان.
وفي هذا المجال، يؤكد الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لinfo3:
“ما هو معروف، أن الاقتصاد هو تحت تأثير مباشر للمجال السياسي والمجال الجيوسياسي. واليوم كل بلدان الشرق الأوسط تعيش تحت تأثير الأجواء الجيوسياسية القائمة في المنطقة ومما لا شك فيه، وكلنا مدركون لذلك، أن هناك طبخات إقليميّة دولية تحصل على صعيد المنطقة وكلنا مقتنعون بذلك لأن هناك مؤشرات لتغيرات وتحولات معينة. هذه التحولات ستلقي بتأثيرها على الواقع الاقتصادي. أما على الصعيد اللبناني وعلى المستوى الاقتصادي فيه، فلبنان يعيش في حال من الركود، والنمو الذي شهدناه في العام الماضي وخلال هذا العام ليس ناتجاً عن أعمال إقتصادية بحت شريفة، علما أن القطاع الصناعي يعمل، ولكن جزءا من الأموال الموجودة أو التي يخلقها الاقتصاد اللبناني هي نتيجة أعمال ليست بالضرورة أعمال شرعية وبالتالي نحن ندرك جيدا أن الوضع في لبنان هو وضع خاص قد نتجاوزه إذا أردنا، بطريقة أو بأخرى، أن نشهد نهوضا للاقتصاد اللبناني”. وأضاف:”هناك إصلاحات عديدة مطلوب تنفيذها ونحن لم نبادر لذلك، بل بالعكس، بسبب أحداث غزة أصبح إنجاز هذه الإصلاحات بعيدا جدا. نحن اليوم غير قادرين على انتخاب رئيس للجمهورية، فهل ستكون لدينا الامكانية لذلك بعد حرب غزة؟ طبعا لا، وما يحكى اليوم هو أن الملف الرئاسي قد وُضع على الرف، في حين نحن بحاجة لرئيس من أجل إعادة تكوين السلطة التنفيذية وتنفيذ الإصلاحات. هذه الحكومة لا تملك صلاحيات لاتخاذ أي قرارات أساسية من تعيين حاكم لمصرف لبنان بالأصالة، تعيين قائد للجيش وملء أكثر من 150 منصبا شاغرا في الإدارة العامة من الفئة الأولى. لذلك الأمور في الأساس معقدة وجاءت أحداث غزة لتزيد من صعوبة وتعقيدات الوضع.”
ورأى أن” دخول لبنان ساحة الحرب سينعكس ترديا على الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل سريع وخصوصا ما هو محسوم، أن فكرة العدو الاسرائيلي مبنية بالدرجة الأولى على التدمير وبالتالي سيتم تدمير الطرق والبنى التحتية والمرافق الأساسية لدرجة أننا سنكون أمام إشكالية كبرى وعلى رأسها الإشكالية اللوجستية أي سيكون تأمين المأكل والمشرب أمر صعب وبالتالي سينتج عن ذلك أزمة كبرى هذا بالاضافة إلى أننا سنكون تحت نيران العدو لذلك نحذر من دخول لبنان في هذه الحرب الدائرة لأن العدو الإسرائيلي لن يوفر وسيلة لضرب كل القطاعات في لبنان وبالتالي لا مصلحة للبنان بالدخول في حرب مع العدو الذي، أثبتت أحداث غزة، أنه قادر على القيام بكل ما هو سيء. وفي حال حصل ذلك، نتوقع أن ينهار النمو الاقتصادي بشكل كبير وقد يصل ذلك إلى دون ال10% في حال دمرت إسرائيل البنى التحتية.”