نفذت الفصائل الفلسطينية خلال عملية "طوفان الأقصى" التي اندلعت في 7 تشرين الاول الماضي، عدة عمليات إسقاط لمسيرات إسرائيلية من طرازات مختلفة وبقدرات تسليحية متنوعة، في محاور القتال بغزة، مما مثّل خسارة كبيرة للجيش الإسرائيلي تضاف لخسائره في العتاد العسكري والبشري.
وكشفت تلك العمليات عن قدرات حركة حماس في استهداف تلك "الدرونز" التي كانت تنفذ عمليات استخباراتية واستطلاع في أجواء القطاع، بهدف الحصول على معلومات حول أماكن الرهائن الإسرائيليين لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، أو بغية الحصول على معلومات حول الأهداف البحرية والبرية ومن بينها أماكن وُجود المقاتلين الفلسطينيين وشبكة الأنفاق التي تقدر بحوالي 500 كيلومتر أسفل القطاع المحاصر والفقير.
ووفق تقارير عسكرية، تدير إسرائيل أسطولا كبيرا من المسيرات ذات الأجنحة الثابتة، بعضها بحجم طائرات "إف-16" وغيرها صغيرة بما يكفي لحملها على ظهر جندي، حيث تنفذ أعمال المراقبة والاستطلاع والغارات الجوية.
وبحسب الكثير من الصور التي بثها الجيش الإسرائيلي على مدار الأيام الماضي، لبعض محاور القتال، أظهرت جنود إسرائيليون يطلقون درونز عسكرية صغيرة داخل المباني لرصد أي أنفاق أو مقاتلين فلسطينيين متمترسين داخل المباني قبل تنفيذ اقتحامات.
ما هي أبرز الطائرات التي تم إسقاطها وقدراتها؟
المسيّرة "هرماس 900 " (Hermes 900) .. تعد أحدث طائرة مسيّرة، دخلت الخدمة رسميا بالجيش الإسرائيلي عام 2017، وهيكلها الكبير يتيح لها قدرة استيعابية عالية لتنوع الحمولات، وتضم أجهزة استشعار عالية الأداء، وقادرة على اكتشاف الأهداف البرية والبحرية وتنفيذ مهمتين متزامنتين.
الدرون "سكاي لارك-2" .. تستخدم للتجسس، ولا تحتاج إلى تقنيات ولوجيستيات كبيرة، ويُتَحَكَّم فيها عن طريق نظام حاسوب محمول، وتستخدمها كتائب المشاة الإسرائيلية، ولديها قدرة هائلة على المسح الضوئي وتحديد الأهداف بدقة عالية والتحليق ليلاً، وهي مزودة بكاميرات كهربائية بصرية وأخرى لليزر والأشعة تحت الحمراء، وثالثة تبث صوراً على مدار 24 ساعة لساحة المعركة.
الطائرة "كواد كابتر".. يطلق عليها "شبح الموت الطائر في غزة" إذ استخدمها الجيش الإسرائيلي في إطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين، وهي صغيرة الحجم، يتم تسييرها إلكترونيا، وتستخدم في عمليات استخبارية وأغراض التصوير، لكن الاحتلال الإسرائيلي نفذت بها هجمات مسحلة نظرا لقدراتها على التخفي، وفق مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية.
ما هي أبرز المسيّرات التي اعتمدها إسرائيل بغزة؟
وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن الجيش الإسرائيلي في غزة بات يعتمد بشكل رئيسي على مسيرات "كوادكوبتر" وهي عبارة طائرات مروحية صغيرة ذات أربع مروحيات، بعد أن اكتسبت أهمية بساحات المعارك العسكرية حول العالم خصوصا الحرب بأوكرانيا.
وأرجعت الصحيفة الأميركية أسباب اعتماد إسرائيل على نحو خاص على هذا النوع من المسيّرات حتى أصبحت ركيزة أساسية بحروب المدن والمناطق الحضرية بغزة، إلى:
خيار رخيص وأكثر فعالية بعد فشل إسرائيل في كشف أنفاق حركة حماس عن طريق الروبوتات والكلاب الآلية أو الحقيقية.
هذا النوع أثبت فعالية بالمناطق ذات الكثافة السكانية بغزة.
نفذ الجيش الإسرائيلي علميات تحليق بهذه المروحيات الرباعية داخل المباني حيث إن مكوناتها من أجهزة الاستطلاع الجوي وعملها كذخائر موجهة مفيدة قبل إرسال الجنود للمباني.
قللت من خسائر الجيش الإسرائيلي في أثناء تقدمه السريع بساحة المعارك المكتظة بالسكان والمحصنة جيدا وجعلته يتفادى الفخاخ التي زرعتها المقاومة الفلسطينية في الشوراع والطرقات ومحاور القتال المختلفة.