المطران الورشا من معراب: لنقف سدّاً منيعاً في وجه سياسة "فرِّق تسد"

metran

أكد المطران يوحنا رفيق الورشا، اليوم الأحد في القداس السنوي بذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب، أنه "كلّفني، فشرّفني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن أمثّله في هذه الذكرى السنوية، وأن أحتفل بالذبيحة الإلهية لراحة نفس شهداء القوات اللبنانية وجميع الشهداء الذين أهرقوا دماءهم ليسقوا تراب وطننا لبنان الحبيب، لكي يجعلوه حرّاً سيّداً، مخلَّصاً من أيادي المغرضين والمصطادين في الماء العكر، سواء من الخارج أم من الداخل".

وقال: "لبنان بلدُ السياحة والجمال والاقتصاد والتجارة فيما أعداؤه يخطّطون من دون توقّف لزجّه بالفوضى والفلتان الأمني والفقر والقبح والفساد".

أضاف المطران: "شهداء القوات اللبنانية وغيرهم من الشهداء، لأنهم جريئون، تمسّكوا بحقيقة لبنان المتألقة، بجمال بنيته، وشرف تاريخه، رافضين أن يساوموا على شبر واحد من أرضه، فاستشهدوا من أجلها وانضموا إلى قافلة كثيرين من الشهداء الذين أهرقوا دماءهم من أجل إنقاذ لبنان".

وتابع: "أمام هذه الدماء المسفوكة، عارٌ على جبيننا جميعاً، بكلّ مكوّنات وطننا، وبكلّ أطيافه وأحزابه وانتماءاته أن نسترسل في المشادّات والشتائم والانتقادات والانقسامات والعودة إلى جروحات الماضي، ونضيّع القضية التي من أجلها وُجدنا. تعالوا ننحني أمام كلّ نقطة دم هُدرت بُغية بقاء لبنان. فلننقّ الذاكرة ولنعمل على تطهير الذهنيات، وذلك يتطلّب جرأة قويّة متعالين عن كلّ ما يلهينا عن الجوهر ألا وهو خلاص لبنان بعد نصف قرن من جلجلة الصليب".

كما اردف: "هلمّوا نرصّ صفوفنا ونوحّد قوانا ونقف سدّاً منيعاً في وجه سياسة: فرِّق تسد. فالجرأة تقتضي الوقوف في وجه التحديات وتخطّي العواصف ومواجهة الأزمات من دون مساومة".

كذلك، أشار المطران إلى أن "الجرأة تتطلّب الانفتاح على الآخر المختلف بروح التواضع والحوار البنّاء بعيداً عن التقوقع والانغلاق".

وتابع: "لا تتوانوا عن قول الحقيقة في وجه كلّ من يحرّفها أو يضلّلها. وحدها الحقيقة تحرّر وتخلّص. قال البابا بندكتوس السادس عشر: إن الحقيقة هي قوّة السلام."

أضاف: "لا تتهاونوا مع مَن يتلاعبون بديموغرافية الوطن فيكاد يطغى عدد النازحين واللاجئين على أبنائه الأصيلين، والذين هم بدورهم يغادرون البلاد بحثًا عن الكرامة والعيش الكريم، أو هم على أبواب السفارات ينتظرون تأشيراتهم للمغادرة".

ولفت: "لا تسكتوا عن المشاريع التي تبغي الخير العام للبلاد، الإنمائية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهي مميّعة مدفونة من دون أن تبصر النور. اعملوا جميعاً من أجل استنهاض مؤسسات الدولة فتخرج من شللها وتعود إلى مجراها الطبيعي".

وفال: "لا تكفّوا عن المطالبة بتبيان الحقيقة وبسط العدالة في كلّ الملفّات العالقة في القضاء، نتيجة إهمال أو ضغوطات، أو مصالح... فالجرأة تقتضي الوقوف إلى جانب المظلومين الذين انتُهكت حقوقهم، والذين حُجبت عنهم عدالة الأرض".

في السياق، شدد المطران يوحنا رفيق الورشا على ضرورة مواصلة "نهج الجرأة التي عشتموها ودفعتم كما غيرُكم ثمنها الكثير الكثير، فالأوطان لا تُبنى بالمساومة والوهن والتضليل بل بالحقيقة والقوة والصمود".

وطالب اللبنانيين بوضع "نصب عيونهم مع كل مكونات المجتمع اللبناني مشروع بناء الدولة: دولة المؤسسات الحيّة، دولة القانون والعدالة والشفافية والمحاسبة، دولة كرامة المواطن وإنمائه على كافة المستويات، دولة الحقوق والواجبات، دولة هدفها الخير العام من دون إقصاء ولا تهميش؛ دولة تخلق مناخًا لكل مواطن كي يحقق ذاته ويعيش بأمن وأمان".

وختم المطران يوحنا رفيق الورشا قائلاً: "فلتكن الجرأة عنواننا جميعاً نحن اللبنانيين فنتّحد ولو لمرّة واحدة لإخراج البلد من كبوته".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: