"المقتل الباسيلي".. هل يصبح "الوطني الحر" غطاء مسيحياً لـ"الحزب"؟

bassil

لفتت معلومات إلى أن "زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان ستعيد خلط بعض الأوراق التي حاول البعض فرضها من خارج السياق الذي كان يدور بشأن رئيس يؤمن بالفعل بتطبيق القرار 1701 بكل تفاصيله ويؤمن بأن لبنان انتقل فعلاً لا قولاً و"تورية"، إلى مرحلة جديدة لا مكان فيها للتأثير الإيراني بأي شكل من الأشكال. هذا الكلام يمنح الزيارة أبعاداً سياسية مهمة خصوصاً بعدما توافرت معلومات أن حركة "أمل" و"حزب الله" اتفقا مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على تمرير مرشح رئاسي "تهريبة".

وتلفت هذه الأوساط إلى أن باسيل حاول على امتداد المرحلة التي قاد فيها "الحزب" لبنان إلى الهاوية، منذ فتح "جبهة إسناد" غزة، عدم رفع سقف الاعتراض على هذه الجبهة مكتفياً بكلام إعلامي خلط فيه تأييده للمقاومة بعدم تأييده إشعال "الحزب" الحرب، أي قال الشيء ونقيضه، وطبعاً لم يتحرك سياسياً لا في الداخل ولا في المحافل العربية والدولية لشجب هذه المغامرة القاتلة.

لكن ما هو الأخطر بقرار باسيل عدم مغادرته مرحلة الهيمنة الإيرانية من خلال كلامه المتكرر عن "استراتيجية دفاعية"، والتي تعني ضمناً "ثلاثية جيش شعب ومقاومة"، في وقت دخل لبنان مرحلة مختلفة جذرياً، وتالياً ها هو ينضم إلى قافلة الذين يعيشون حال إنكار سياسي واستراتيجي كبير، محاولاً بشتى الطرق إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

أوساط مطلعة قالت بهذا الصدد "هذه المناورة كشفت عدم صدقية باسيل بحديثه عن احتمال تأييده رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. فهو فضح نفسه بنفسه عندما ربط هذا التأييد بتوافق كتل أخرى. فهل اشترط جعجع عام 2016 عندما أيّد انتخاب ميشال عون شرطاً كهذا"؟

ومضت إلى القول "المهم عنده استبعاد قائد الجيش العماد جوزيف عون ولو كان الثمن بقاء لبنان ضمن "وحدة الساحات" التي تريدها إيران وترفضها كل الدول المهمة في العالم العربي. وتساءلت هذه الأوساط "من المستغرب أن باسيل لا يتورع عن محاولات إحداث البلبلة ضمن "اللجنة الخماسية" حيث من الواضح أهمية الدورين السعودي والأميركي اللذين قد ينظران بعين الريبة إلى مرشح سيعتبر عند أطراف لبنانية وازنة نوعاً من "التهريبة". باسيل يسعى إلى إهمال هذين الدورين محاولاً استجداء أطراف آخرين في اللجنة، علماً بأن هذه اللجنة اتفقت قبل أشهر على وحدة الموقف. ويراهن باسيل على أن "الخماسية" قد لا تكون على موقف واحد مما يحصل في سوريا ويريد استجلاب هذا التباين إلى لبنان. وحجز موطئ قدم لأطراف قد يشعرون بأن دورهم في سوريا سيكون محدوداً". من هنا ترتدي زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد الفرحان أهمية إضافية لمعالجة ما يريد باسيل والثنائي إفساده.

وربما "المقتل الباسيلي" الجديد تسخيره مرة أخرى تياره ليكون غطاء مسيحياً لـ"الحزب" في وقت تنفض قوى لبنانية عدة يدها منه، ويشعر أصحاب الصفقة أن 9 كانون الثاني الحالي فرصة أخيرة لن تعوض إذا تأجل الاستحقاق ولم يثمر عن انتخاب رئيس.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: