أضحت المملكة العربية السعودية لاعباً سياسياً أساسياً في المنطقة، وعاد دورها إلى لبنان بفاعلية وباتت الأنظار مشدودة إليها بعد إعلان جدة وقمة الرياض الخليجية، مما يؤكد وفق المتابعين والمواكبين لهذا الدور، بأن المملكة راجعة إلى لبنان وكذلك سفيرها الدكتور وليد البخاري في وقت ليس ببعيد وهذا ما نقله موفدون إلى الرياض بحيث تمنوا بأن يعود السفير البخاري صاحب الدور والحضور والخبرة في تمتين العلاقات بين البلدين وقادر على تدوير الزوايا من خلال حنكته السياسية والدبلوماسية.في السياق، كان اللافت مشاركة وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور الحجار في مؤتمر عربي عُقد في الرياض، حيث سبق أيضاً لسواه من الوزراء زيارة المملكة وحظيوا بحفاوة بالغة، كل ذلك لدليل بالملموس بأن السعودية تكن للبنان كل المحبة والتقدير ولا تدخل بعقوبات اقتصادية أو عملية ترحيل للبنانيين كما خُيل للبعض لدى اشتداد الأزمة وهذا ينم عن شهامة عربية والحفاظ على تاريخ العلاقات بين بيروت والرياض بعيداً عن الحاقدين وتحديداً حزب الله الذي كانت له اليد الطولى في تعكير الأجواء مع المملكة بفعل تدخله باليمن لجانب الحوثيين وإدخاله الممنوعات والإرهاب.ويشار إلى أن إعلان جدة أصبح خارطة طريق لإعادة العلاقة لما كانت عليه، والكرة في الملعب اللبناني والتواصل قائم بين باريس والرياض وسائر العواصم المعنية بالملف اللبناني، ويبقى العقبة الوحيدة بأن حزب الله الذي يعمل على نسف كل ما حصل من إنجازات وتحديداً إعلان جدة الذي رسم طريق الخلاص للبنان من الدويلة لصالح الدولة.
