"المنطقة العازلة".. لا للمفاوضات المباشرة؟

bdcfa0a2-9cdd-4ee5-a5eb-09557ccb87b2

أكّد مصدر ديبلوماسي غربي لـ"الجمهورية"، انّ "طرح رئيس الجمهورية حول المفاوضات، هو طرح متقدّم، ويعبّر عن رغبة لبنان ببلوغ حل سياسي، ونحن نشجع هذا الأمر"، الاّ انّه عندما سُئل عن الموقف الأميركي من هذا الطرح قال: "انا اعكس موقفنا كواحدة من دول الاتحاد الاوروبي التي تجمعها بلبنان صداقة وعلاقة تاريخية، أمّا في ما خصّ موقف الإدارة الأميركية فلست على بينة منه، كما لست في الموقع الذي يجعلني أضع نفسي مكان الأميركيين. إلّا انني شخصياً، أميل إلى الاعتقاد بأنّ واشنطن قد تقارب طرح الرئيس اللبناني باهتمام. وكما تعلمون قنوات التواصل مفتوحة بالكامل بين واشنطن ولبنان، والكلام حول أي مبادرات او طروحات يُقال بينهما بصورة مباشرة".

ألّا أنّ الصورة حول هذا الامر يقدّمها مصدر رفيع المستوى بصورة مغايرة ومختلفة تماماً، حيث يؤكّد لـ"الجمهورية"، انّ "مبادرة رئيس الجمهورية بطرح المفاوضات غير المباشرة، لم تأتِ اصلاً من فراغ، وهي بالتالي تشكّل أفضل الممكن بالنسبة إلى لبنان، ولكن العقدة التي تعترضها هي من قبل إسرائيل، فهي من الأساس تريد جرّ لبنان إلى مفاوضات مباشرة ليس على المستوى الأمني، بل بمستوى سياسي معيّن وصولاً إلى التطبيع، وهو ما يرفضه لبنان بصورة قاطعة".

ورداً على سؤال عن دقّة ما يُشاع عن بدء مشاورات في الغرف المغلقة لتشكيل الوفد اللبناني المفاوض، بمشاركة عسكريين وديبلوماسيين وسياسيين ووزير او اكثر، قال: "المشاورات بين الرؤساء هو أمر يحصل في اي وقت، ولا غرابة في ذلك، وبالتالي امر طبيعي جداً أن يحصل هذا التشاور في مسألة تعني كل اللبنانيين، ووقف العدوان الإسرائيلي، وتمكين اللبنانيين من إعادة إعمار بيوتهم، ولكن هذا شيء وما يُنسج من روايات شيء آخر، فرئيس الجمهورية طرح مفاوضات غير مباشرة برعاية اميركية، ومن قال إنّ لبنان يريد الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، او مفاوضات بمشاركة سياسيين، هذا امر مستغرب، بل أقول انّه غير بريء وخلفيته خبيثة، القصد منها التشويش والتخريب على الموقف اللبناني".

ورداً على سؤال حول الموضوع ذاته، قال مرجع سياسي لـ"الجمهورية": "انّ الاميركيين يماشون بالتأكيد الموقف الإسرائيلي، ولا يعنيهم اي طرف آخر".

ولاحظ المرجع رفع وتيرة الضغوط الإسرائيلية على لبنان في الآونة الأخيرة، أكان باستمرار الغارات والاغتيالات او الاستهدافات العدوانية للمنشآت المدنية، او بالمناورات العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش الإسرائيلي أمس، بالقرب من الحدود مع لبنان". وقال: "قد يبدو كل ذلك في اطار الضغط لسحب سلاح "حزب الله"، ومنع إعادة إعمار القرى والبلدات المهدّمة، ولكنه قد يبدو تمهيداً لما هو اخطر، حيث لا يُستبعد أن تكون في خلفية العمليات العدوانية الإسرائيلية، محاولة خلق ظروف في المنطقة الجنوبية تمكّنها من فرض ما تسمّيها المنطقة العازلة، وهذا معناه فتح الباب على مواجهة".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: