تدور معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” السبت في جنوب قطاع غزة حيث يحتشد آلاف المدنيين في ظروف إنسانية كارثية وسط المطر
مخيمات مغمورة
وأصبحت الآن خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي تعدها إسرائيل معقلا لـ”حماس”، في قلب المعركة.
وأفاد شهود عيان وكالة “فرانس برس” بوقوع اشتباكات عنيفة بين حركة “حماس” والجيش الاسرائيلي في محاور عدة من مدينة خان يونس.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” بسقوط 135 قتيلا في القصف الليلي والمتواصل حتى صباح السبت في خان يونس ومناطق متفرقة في قطاع غزة.
ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيَي ناصر والأمل اللذين يعملان بالحد الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين.
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إنها “تستهجن حصار الاحتلال واستهدافه لمستشفى الأمل التابع لها ومقر فرعها في خان يونس لليوم السادس على التوالي”.
وأضافت “يواصل الاحتلال قصفه لمحيط المستشفى وإطلاق النار مما يهدد سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى ونحو 7000 نازح لجأوا إليه طلباً للأمان وهرباً من القصف الإسرائيلي”..
وخلال الليل، غمرت أمطار غزيرة مخيمات مليئة بالخيام، ما يزيد من معاناة النازحين الذين كانوا يتعثرون في المياه الموحلة أثناء محاولتهم إنقاذ بعض متعلّقاتهم، بحسب صور لوكالة “فرانس برس”.
وأفاد شهود عيان من النازحين بأنه تم إجلاء عشرات الآلاف من النازحين من مبان وخيام في منطقة المواصي غرب خان يونس، وساروا مشياً على الاقدام بينهم أطفال ونساء لمسافة تزيد عن أربعة كيلومترات.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل وكالة “فرانس برس” بأن “الأمطار الغزيرة تغرق آلاف الخيام للنازحين في رفح وخان يونس ومخيم النصيرات ودير البلح ومدينة غزة وشمال القطاع، وتزيد معاناة النازحين”.
المستشفيات مهددة
أدّى هجوم “حماس” في 7 تشرين الأوّل إلى مقتل أكثر من 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة “فرانس برس” يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة.
وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل “القضاء” على “حماس” وباشرت عمليّة عسكريّة واسعة خلّفت 26257 قتيلاً، غالبيّتهم العظمى من النساء والأطفال والفتية، حسب وزارة الصحّة التابعة لـ”حماس”.
وأفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع للحركة السبت عن “قصف مدفعي مكثف” صباح السبت على مخيم خان يونس ومحيط مجمع ناصر الطبي ما أدى “إلى انقطاع الكهرباء في هذا المستشفى وتوقف العديد من الخدمات وغرف العمليات”.
وعبّرت منظّمة أطباء بلا حدود في بيان عن أسفها لأنّ “القدرة الجراحيّة لمستشفى ناصر” أصبحت “شبه معدومة”، مشيرة إلى أنّه “يتعيّن على أفراد الطاقم الطبّي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جدا من المعدّات الطبّية”.
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة “إكس”: “مع اشتداد القتال حول مستشفى ناصر فر مئات المرضى وأفراد الطاقم الطبي. لا يزال هناك 350 مريضاً وخمسة آلاف نازح (جراء القتال) في المستشفى”.
وأضاف “الوقود والغذاء والإمدادات في المستشفى تنفد”، داعياً إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.
لا إعلان “وشيكاً”
من جهته، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد “الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق الرهائن الذين خطفتهم حماس”، مضيفاً أنّه لن يكون هناك إعلان “وشيك” بشأن الرهائن.