في ظلّ الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية جوزاف عون والجيش اللبناني في حماية لبنان ومواجهة الاستهدافات الإسرائيلية وفرض السيادة الوطنية على كامل الأراضي اللبنانية، فإنّه من غير الجائز السكوت عن الأصوات التي استنفرت للتشكيك بهذا الموقف، ومقاربته بمزايدات مريبة تُحبط معنويات الجيش وتنتقص من عزيمته، فيما هو متموضع على خط النار في مواجهة الخطر.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول رفيع أن "ما صدر عن رئيس الجمهورية يُشكّل ركيزة أساسية يُفترض أن يُبنى عليها لتحقيق وحدة داخلية في وجه العدوان الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن "مصدر القلق يكمن في أن البعض مستسلم لرهاناته ولإرادة التشويش التي تديرها غرف عمليات مجنّدة حصراً للتحريض والتوتير والتهويل، ولا يُستبعد أن يتفاعل هذا الأمر بالتزامن مع إشارات خارجية وارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية".
ورداً على سؤال حول احتمال اندلاع حرب جديدة، أكّد المسؤول الرفيع أن "الحرب الإسرائيلية على لبنان لم تتوقّف، فالتصعيد مستمر منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، وقد تجاوزت الخروقات لهذا الاتفاق خمسة آلاف خرق، فيما بلغ عدد الشهداء اللبنانيين أكثر من 300 قتيل".
أضاف: "لجنة الميكانيزم أثبتت أنها بلا فعالية، إذ لا يصدر عنها سوى اجتماعات شكلية لا تغيّر في مسار الأحداث ولا في الوقائع، باستثناء أمر واحد يُسجّل لها، وهو أنها غيّرت ثلاثة رؤساء حتى الآن. أي أن إسرائيل متفلّتة من أي رقابة أو ضغط، وفي ظل هذا التفلّت تتزايد المخاطر واحتمالات التصعيد في أي لحظة، خصوصاً أن المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل تؤكّد أنها ما زالت تضع في صدارة أهدافها إنشاء ما تُسمّيه المنطقة العازلة قرب الحدود".