الناس في الطوابير والحكيم مع الناس

الناس في الطوابير والحكيم مع الناس

كتب ليبان صليبا:

كتب الأستاذ معروف الداعوق مقالة في صحيفة “اللواء” بعنوان “الناس بالناس والحكيم بالنفاس” ونقلها موقع “mustaqbalweb” طرح فيها الأستاذ معروف وجهة نظر تجافي الحقيقة والمنطق تماماً، ولكن لابأس من طرح وجهات النظر لفتح الباب لتوضيح مسائل عالقة كالبحصة في الحلق.

وفي هذا الإطار، نوضح النقاط التالية:

أولاً، ليس مستغرباً على حزب سياسي أن يسعى للفوز بأكبر كتلة نيابية في الظروف الطبيعية، أو في ظروفنا الحالية، والغريب هو أن لا يكون هذا طموح جميع الأحزاب والقوى السياسية وبخاصة أن حزب “القوات اللبنانية” يملك مشروعاً إنقاذياً ومشروعية تمثيلية يفخر بها داخل وخارج بيئته وبعض أسباب تلك الثقة المتنامية بالقوات ناجمة عن سلسلة الأخطاء المتمادية لبعض منتقدي القوات.

ثانياً، المستغرب أن لا تندفع بعض القوى السياسية للعمل على تقصير ولاية المجلس النيابي والدفع باتجاه انتخابات نيابية مبكرة بعد حدثين كبيرين وواقع مرير. الحدث الأول يتمثل في ثورة “١٧ تشرين” التي أكدت ضرورة الإحتكام إلى الشعب، الحدث الثاني ما زال ماثلاً أمامنا من نتائج تفجير مرفأ بيروت في “٤ آب” وتداعياته الكارثية، والواقع المرير هو الفشل في تشكيل حكومة بسبب الخلاف المستحكم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، وفي هذا الإطار لا يمكن إعفاء أحد من النتائج حتى لو اختلفنا أو توافقنا في تحديد المسبب، ولكن الواجب يقتضي اتخاذ خطوة إلى الوراء، والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة علّ وعسى أن تكون المحرّك البديل عن الشلل القائم.

ثالثاً، في شأن استقالة النواب، ليس سراً على من يقرأ ويتابع بالحد الأدنى المحاولات الحثيثة التي قام بها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لإقناع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط للتقدّم باستقالات جماعية تسحب الميثاقية عن المجلس النيابي وتساهم في إجراء انتخابات نيابية مبكرة، كما أنه ليس سراً أن جعجع أوفد إلى النواب المستقيلين داعياً إياهم للتراجع عن الإستقالة، على عكس ما يدّعي كاتب المغالطة من “تحميس” النواب على الإستقالة.

رابعاً، يكاد رئيس القوات سمير جعجع أن يكون السياسي الوحيد الذي يعرف واقع تحكّم ح-ز-ب الله في الشاردة والواردة ويواجه هذا الواقع بالدعوة للإنتخابات النيابية المبكرة لسحب الأكثرية النيابية من يده وإعادة تكوين سلطة تعيد التوازن في مؤسسات الحكم، وإذا كانت النتيجة ستسفر عن أكبر كتلة نيابية للقوات، فهذه ليست تهمة كي ننكرها.

خامساً وسريعاً، التلميح إلى بصمات ماثلة من دون تحديدها يكشف هزالة التهمة التي تصب في بئر المحاولات البائسة لتشويه صورة القوات، والهروب من المساءلة هو في الهروب من الإنتخابات وليس إليها ومن أولى من مصدر السلطات ليسائل.

أخيراً، نجدد الدعوة لاتخاذ القرار الحكيم في تقصير ولاية المجلس وإجراء انتخابات مبكرة لا نرى غيرها سبيلاً للخروج من دائرة المراوحة حكومياً والإنهيار معيشياً، الخيار الآخر يكمن في تشكيل حكومة تعمل على تأمين حاجيات المواطن الأساسية حتى يحين موعد الإنتخابات في وقتها، أما أن نبقى من دون حكومة أو انتخابات فهذه قمة اللامبالاة التي لن ينجح الهجوم على جعجع في الحد من أثرها السلبي على هذه التركيبة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: