Search
Close this search box.

“النكبة” مستمرة.. والثورة مستمرة..

153725a9-3a4f-484c-a0b6-824d46b9e865

كتب محمود القيسي:

“سلام على الغائبين ومعهم حجج الغياب

قد يكونون موتى او عاطلين عن الحياة لا فرق

وسلام على الحاضرين في حضرة الغياب

وعلى الغياب في حضرة الحاضرين

سلام على من لم يلق التحيه يوم مضى ويوم عاد

وسلام على السلام

في طريق ذهابك والإياب”
محمود درويش

قبل ما يزيد عن مئة عام ظهر علينا احد البلفوريين تاريخياً.. ظهر علينا وعد بلفور “وعد من لا يملك.. لمن لا يستحق”.. الوعد الذي أسس لنكبة إحتلال “فلسطين” خطوة خطوة.. وقتل، وتشريد معظم الشعب الفلسطيني إلى مخيمات اللجوء والشتات.. حيث ان البلفورية لم تأتي من فراغ، أو من تلقاء نفسها، أو بمحض الصدفة، أو الصدفة التاريخية.. بل بفعل التخطيط والمُكر والخداع والتزوير والتآمر تاريخياً.. كما انها لم تأتي بالتكوين الطبيعي أو الإرادة السماوية.. حيث ان للطبيعة شروطها ومواصفاتها وقوانينها.. كذلك السماء.. وليس كل ما يُكتب مُقَدَّس، وليس كل مُقَدَّس مكتوب.. كما ان بعض الشارات والكؤوس تعني بعض المرسلين والانبياء.. وليس من سرق على غفلة من التاريخ تلك الشارات والكؤوس والانبياء.. حيث ان التاريخ وبكل آسف يغفو في بعض مراحله التاريخية، أو يُطلب منه ان ينام.. وما ابشع التاريخ حين يَنَام،، يكتبه الناكثين والقاسطين والمارقين واللصوص والقراصنة والمنتحلين الصفات.. صفات الأنبياء..

قبل ما يزيد عن مئة عام، وبالتحديد في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني سنة ١٩١٧م. كشف دهاة وشياطين وابالسة السياسة في بيت الوندسور، أو ساكس كوبرغ غوتا، أو بريطانيا، أو المملكة المتحدة، أو المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، أو مملكة آرثر وفرسانه وطاولته المستديرة في مكان، والمسدسة في مكان ودهاليز وأقبية ومواخير آخرى.. عن احدى ابشع واخطر مراحل وجوههم الحقيقية، الوجوه الغير مُمكيجة وبدون شعرها المُزييف والمستعار.. في إصدار وإعلان الوثيقة البلفورية المشؤومة التالية حرفياً:

” وزارة الخارجية

في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني سنة ١٩١٧

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جداً ان أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته :

” ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على ان يفهم جلياً انه لن بؤتى بعمل من شأنه ان ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به إليهود في اَي بلد آخر ” .

وسأكون ممتناً اذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح .

المخلص

أرثر جيمس بلفور “

انظروا الى بعض الجمل والمفردات التي وضعت بعناية رهيبة ومرعبة في تلك الوثيقة، مثل:

  • يسرني
  • التصريح
  • اماني اليهود والصهيونية
  • إقامة مقام قومي
  • فلسطين
  • الشعب اليهودي
  • الغاية
  • الحقوق المدنية والدينية
  • الطوائف الغير يهودية المقيمة في فلسطين
  • الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في اَي بلد آخر..

كما يجب الانتباه الى الجهة التي وُجهت اليه الرسالة:

اللورد روتشيلد، أو العائلة الروتشيلدية والتي تتحكم في أيامنا هذه بأكثر من ” ثلث ” ثروات الامم..

لا يستطيع المعنى في هذه الحالة البقاء أو التخفي أو الاختفاء في بطن الشاعر كما يقال او في بطن المعنى.. بل يجب الانطلاق وبكل فصاحة وشراسة لغوية على لسانه.. أو يسقط الشعر، والشعراء والمعنى..

سوف تبقى فلسطين حبلى بشهدائها.. شهيداً وراء شهيد..
والقدس تنتظر، وعكا تنتظر، وغزة، وبيت لحم.. ويافا وحيفا والجليل..
وها هي بيسان في قلب الشهيد، وعلى خديه، وشفتيه، وفِي عينيه تنتظر الصباح..!!!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: